بائعة الرمان.
إن اغلقت بوابة الفرن وعدلت من نفسها قليلا حتى حل بالمكان رجال كثر ينبشون في المكان شبرا شبرا وكأنهم يبحثون عن كنز ثمين.. اما عن مارتا فدقات قلبها كادت ان تكشف امرها ودعت في نفسها ان لاتستيقظ فيولا من كثرة الضجيج والاصوات العالية التي حول المكان..
وبعد دقائق معدودات حتى حل الهدوء مجددا بالمكان فأسرعت مارتا بالخروج من داخل المدفأة وهي تكاد تختنق من رائحة رماد الحطب الذي كاد يقضي على انفاسها. فسدت فمها بقماش اسفل فستاتها تكبت به سعالها لكي لايسمع خارج القبو ويكشف امرها… رويدا رويدا هدأت نبضات قلبها السريعة و عاد تنفسها الطبيعي وتوقف السعال الذي داهمها على غرار. وراحت بسرعة تتفقد إبنتها فيولا على سلامتها وان وجودها داخل إطار الشاحنة لم يضرها.وعندما
تاكدت انها بامان راحت تتفقد ايضا المدخل الخارجي للقبو. فما إن تأكدت بعدم وجود احد راحت تستجمع قوتها ثانية كي تذهب لتسرق الانظار خلسة لما يحدث فوق سطح الباخرة. ولعل وعسى ترى زوجها هناك ربما يطمئن قلبها قليلا وتكذب حسها الذي اطبق على صدرها بسبب زوجها الذي امضى سويعات ولم يعد إليها بعد..
فصعدت مارتا السلالم وهي على رؤوس اصابعها تتختل حتى وصلت اعلاه وأخرجت رأسها ببطء شديد لكي لاينتبه احد ما لأمرها
وما إن ألقت مارتا بضع نظرات على المكان حتى صعقت بالمنظر كادت ان تطلق صرخة عظبمة من هلعها الكبير.فامسكت نفسها في اخر لحظة و اغلقت فمها بكف يدها ثم عادت ادراجها وهي ترتجف بالكامل من الخوف مما رأته من بشاعة المنظر. القتلى في كل مكان وسطح الباخرة مليء بالدماء… فاصبحت تذهب وتجيء وهي تكلم نفسها مالذي تستطيع فعله من اجل إنقاذ حياتها وحياة إبنتها فيولا..؟
يتبع
بائعة الرمان. 3.
بعد ان تيقنت مارتا انها الوحيدة هي وإبنتها فيولا اللتان مازالتا على قيد الحياة على متن تلك الباخرة و التي ظنت في الاول انها هي من يبعدهما عن رائحة الموت إلى بر الامان والسلام .ولكن إصطدمت بالعكس.فالموت قريب في كل
مكان وفي اي مكان حتى في عرض البحر…فلم تعد مارتا تعلم مالذي تفعله لإنقاذ حياتها وحياة إبنتها فوضعت فيولا في حجرها ولملمت نفسها واحتضنتها بقوة ربما تستمد القوة من الصغيرة التي لاتعلم عما يدور من حولها شيئا سوى منحها الإبتسامة والضحكة الحلوة التي كانت عبارة عن مصل تهدء بها روع والدتها.
لتكملة القصة اضغط على الرقم 6 في السطر التالي 👇