بائعة الرمان.
تقدم كارل نحو مارتا ولم يقل شيئا سوى انه جلس على ركبتيه واخرج من جيب بنطاله علبة بها خاتم .. ففتحها و طلب منها الزواج هكذا بكل بساطة امام الجميع..
صعقت مارتا من تصرف كارل وبالكاد إستوعبت مالذي يحدث امامها ولوهلة ظنت انها مازالت تهذي من اثر المخذر. حتى أستفاقت من دهشتها بتصفيق الجميع من حولها حتى الممرضات شاركن اللحظة وزوجة بيدروا التي تقرصها من ذراعها وهي تحثها على القبول..
خجلت مارتا من الموقف الذي وضعها فيه كارل.. فاحمرت وجنتيها ونسيت كل السخط والملامة التي كانت تشعر به إتجاهه سابقا. وماهي إلا لحظات حتى اجابته بالموافقة مطأطأة رأسها وهي جالسة بقربه على سريرها.
في تلك اللحظة اصبح الجميع يصفق من جديد وفرح كارل برد مارتا وعانقها ثم همس لها في اذنها بأنه إفتقدها كثيرا..
في الخلوة التي قضاها كارل بمفرده بعيدا عن كل الضغوطات علم انه يحس بشيء غريب نحو مارتا. وصورتها دائما تزوره في يقظته ومنامه. فظن انها مجرد نزوة عابرة خاصة انه مازال يتذكر زوجته المتوفية. ولكن عندما علم انها بها
خطب وهي في المستشفى لم يطق الإنتظار احس بخوف شديد عليها وفي نفس اليوم الذي سمع فيه الخبر عاد من سفره مسرعا حتى يطمئن عليها. وعندما راها تاكد انه لايستطيع الإبتعاد عنها مجددا فطلبها للزواج مباشرة.
بعد خمس شهور اقيم العرس الكبير والذي هو في الحقيقة عبارة عن حفلتين في حفلة واحدة. حفلة بمناسبة زواج كارل بمارتا والاخرى بمناسبة نجاح المشروع الذي قاموا به جميعا فالشتلات للرمان كبرت واصبحت لديها ازهارا . وكم فرحوا بالنتائج الإيجابية التي حققوها في وقت قصيرجدا.
اقيمت مارتا مع زوجها وولديهما في مسكنه. اما منزلها الجديد الذي لم يقدر ان تسكن فيه ولو ليوم واحد استأجرته لكي توفر بعض من ماله في قضاء مستلزمات المشروع..
مرت السنين وانجبت مارتا طفلا جميلا سمته فيدريكوا الذي كان وجه خيرا عليهم في ذلك العام نفسه الذي ولد فيه الصبي انتج المشروع ربحا عظيما ببيع محصول الرمان الذي كان جودته عالية.
فاصبح لديهم شركة شراكة مابينهم مارتا وكارل وبيدروا واصبحوا جميعا معروفين في الاسواق وفي البلدان المجاورة. حتى ان مارتا تفكر ان تفتح فرعا خاصا في بلدها الذي لم تنسه مطلقا والتي زارته مؤخرا بعد ان إستقل بلدها واعلن انه بلدا حرا ديموقراطي.
النهاية