close
غير مصنف

بقرة_ اليتامى

­­ ­
وازداد جمال الصبيين، وإحمر وجههما حتى القطة سمنت وأصبح لونها برّاقا ،ولمّا ترمي لها زوجة الأب بقيّة الأكل، تشمه ولا تلمس منه شيئا ،فإحتارت ،وتساءلت، كيف يفعلون ليضلّون في صحة جيدة ؟ وكيف سمنت قطتهم الهزيلة ؟ طبعا لا يمكن أن تكون البقرة ،فقد طبخها الناس ،وعظامها أكلتها الكلاب ،لا بدّ أن أعرف السّر .

طلبت من عيشة أن تراقبهم ،لكنها غضبت ،وقالت :أمّي ، إنهم إخوتي، وأنا أحبهم ،ومن يسيء إليهم سيعاقبهم الله !!!سألتها أمّها: من قال لك ذلك أيتها اللعينة ؟ أجابتها : رأس البقرة ،لقد همس لي إن أحببت إخوتك، فستكبرين مثلهم ،فقالت المرأة :ويحي من هذه البقرة ،لم أسلم منها حتى وهي ميتة ،غدا سأذهب بنفسي وأعرف سّرهم .

في الصّباح تسللت ورائهم حتى رأت الشجرة ،والطيور والأرانب وهي تحمل لهم الطعام إنتظرت حتى إنصرفوا وأشعلت النّار في تلك الشجرة امسكت عود قلبت به أعشاش العصافير ونبشت جحور الأرانب ،وقالت سنرى الآن من سيطعمكم ،ثم رجعت للدار كأن شيئا لم يكن ،وغدا أعطت حسن غربالا وقالت : له إملئه لي بالماء ،وفاطمة صوفا مبقعا بالقطران، وطلبت منها غسله في الواد وقالت: الويل لكما إن لم تنفذا ما طلبته منكما
ثم جاءت المرأة زوجها ،وأعلمته أنّ هذا البيت لم يعد مناسبا لنا ،فقد كبرت البنات ،ويجب أن تكون لهن حجراتهن، ولا أريد أن تكون الزريبة بجانبي فرائحتها تؤذيني !!! وأخذت تلحّ عليه ،فقال لها : حسنا ،احزمي أمتعتك وسنرحل إلى دار جديدة ،وأخبري الأطفال أن يستعدوا.

لمّا سارروا في الطريق بأثقالهم ،سألها أين حسن وفاطمة ؟ أجابته لقد وضعتهما في عدلين على جانبي الحمار، وغطيتهما .
أما الطفلين فأمضيا كلّ الصّباح قرب الواد ،يحاولان دون جدوى تنفيذ طلبات زوجة أبيهم، ولمّا ذهبا للعين داخل الغابة ، وجدا الشّجرة محروقة ،والأعشاش مقلوبة وما فيها من بيض قد تهشم ،ولم تأت لا الطيور، ولا الأرانب.

فجمعا بعض الثمار ،وشيئا من الفطر. لكن فاطمة قالت : لا أزال أحس بالجوع ،فلماذا لا تأتي أمّنا الحمامة لتعلمنا بما علينا فعله ؟ بقيا حائرين حتى أظلمت الدنيا ،ولما رجعا إلى البيت لم يجدا أحدا ،فلقد رحلوا ،وتركوهما وحيدين ،شعر الصّبيان بالخوف، وبدئا يبكيان ،لكن جاءت القطة ،والتصقت بهما فأحسّا بالدفئ والإطمئنان ،فناما حتى الصّباح …

لتكملة القصة اضغط على الرقم10 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى