close
غير مصنف

بقرة_ اليتامى

­­ ­

نزلت فاطمة ،وحضنت أباها وبكيا كثيرا ،ثم مسحت دموعها وسألته: ماذا تفعل في المدينة ؟ وأن تسكن الآن ؟ أجابها: قبل كل شيئ ،أين أخوك ؟ أرجو أن يكون معك هنا !!! قالت : لا تقلق عليه ،فهو الآن من كبار أعوان السلطان مولاي إسماعيل ،لم يصدّق الرّجل نفسه ،وسألها : كيف يمكن ذلك ؟ أجابت: إنّه دعاء أمّي التي تحبّنا ،قال الأب: وأنا أيضا أحبّكم ،ولقد تزوجّت تلك المرأة لتعتني بشؤونكم ،لن دبّت الغيرة في قلبها من حسنكم أنت وأخيك .

قالت فاطمة :أنصحك بالتخلص منها ،وسنزوجك جارية صغيرة وتأتي للإقامة معنا فزوجي الأمير حسام الدّين سيفرح لقدومك .

زادت دهشة الأب ،فلم يكن يتخيّل أنّ أبنائه الذّين تركهم في الغابة سيصبحون من أهل القصر ،ثم حمد الله وشكره ،وقال : لقد كذبت عليّ تلك اللعينة ،ولمّا وصلنا إلى دارنا الجديدة في قرية قرب الجبل ،لم أجدكما ،وإدّعت أنّكما هربتما في الطريق ،وطبعا لم أصدّقها ،وصرت أنقل البضائع قرية إلى أخرى، وأنا أسئل عنكم ،وذات يوم أخبرني أحد التّجار أنّه رأى جارية لها صفاتك برفقة عجوز في المدينة ،ولمّا اخبرني أنّ شعرها الذّهبي يلمس قدميها تأكّدت من صدقه،فجئت أبحث عنك ،ويشاء الله أن نلتقي .

طلبت منه فاطمة أن ينتظر ،ثم أحضرت له رغيفا وجبنا ولبنا ،و لفّتهم في منديل ،وقالت :لقد أعددتهم بنفسي ،وتعال لرؤيتي كلما مررت من هنا !!! رجع الرجل إلى البيت ،ولمّا فتح الرّغيف، وجده مليئا بالذّهب، وعلى المنديل أبيات من الشّعر :

إعمل خيرا
في كلّ لحظاتك
وارميه وراءك
فالله يرى أفعالك
فسبحانك ربّي
ما أعظم شأنك
هلّل في الليل القمر
وأضاء أيّامنا نورك

أكل الأب الطعام ،ولف الذهب في المنديل وأخفاه تحت السرير ،وإشترى ثيابا جديدة ،وحلق وتعطر ،وأصبح يخرج كل يوم ،ولا يرجع إلا في الليل ،ولمّا تقول له إمرأته تعال تعش معي !!! يجيبها تعشّيت .

وفي أحد الأيام أصابها الشك أنه يرى امرأة أخرى ،

لتكملة القصة اضغط على الرقم15 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى