close
غير مصنف

الحداد_أغاغول وثعبان السموم

­­

قال الحداد: لا أرى حلا سوى أن ترتدي مثلي ملابس رثة ممزقة وتضع أحد ذراعيك داخل الثوب فتبدو أكتعا بيد واحدة فلا تخشاك أو تطمع منك.
وقبل الأمير الشرط على مضض لكنه التزم بالوفاء بعهده لم يحاول التملص منه لأن وعد الحر دين عليه.
وخرج الاثنان وحدهما إلى السوق فذهب لها الحداد أولا يسألها عن أسعار أقمشتها نوعا نوعا حتى أصابها السأم لكنها لم ترض أن تنزل في سعرها ولما بلغ إلحاحه مداه ثارت فيه لترده مخذولا.
فتقدم الأمير ففعل مثله قليلا ثم طلب منها وشاحا رخيصا فلما أحضرته ألح عليها أن تلفه له فلما فعلت تعثر في كومة من الأوشحة الغالية فأسقطها فأخذ يعتذر ويرفع الأوشحة يردها مكانها وفي غفلة من السيدة استبدل وشاحه الذي في اللفافة بأحد الأوشحة الغالية ونهض أمامها حاملا اللفافة فسألها عن ثمنها الرخيص ونقدها إياه.
ذهب الأمير للحداد فرحا وقال هاهو الوشاح وها أنا غلبتك بذراعي وقدمي وبطني وصدري ورأسي أيها الفتى الأحمق فابتعد عن وجهي أيها المهزوم.
فقال له الحداد: حق لك يا مولاي أن تفرح بانتصار رأسك وسيذكر الناس حتما نصرك علي بأشد من أي نصر آخر مهما طال العمر.
قال الأمير متعجبا وفخورا: وما يميزه عن غيره من انتصاراتي وأمجادي؟

قال الحداد: لأن الناس ستذكر أن الأمير جرى في طرقات قصره كما يفعل الأطفال واستبدل طعامه الفاخر بطعام خشن واقتلع زهوره الغالية ليحبس نفسه في السجن معها ويشعل النار في الحجرة التي يجلس فيها ثم ارتدى ملابس الشحاذين وذهب ليحتال على عجوز مسكينة فسرق وشاحها كما يفعل أنأ اللصوص!!!!!!!!!!!!
صمت الأمير مبهوتا ثم قال: إليك عني. خذ الكأس الذهبي وارحل فلم يغلبني ولن يغلبني من هو شر منك.
فأخذ الحداد الكأس وذهب به لكبير قلعة الغيلان الحمر فتعجب هو ومن معه وقالوا: لكنك لم تصرع الأمير؟
قال الحداد: صارعته دون خشية وفزت لكم بالكأس فماذا تريدون؟
نظر كبيرهم بإعجاب إلى الكأس الجميلة وقد تراقصت نفسه قليلا مع تلألؤها فقال لنفسه: ولماذا أرد الكأس؟ مازال أمامه مهمتين لن ينجزهما.
فقال بصوت عال: قبلنا الكأس يا أغا غول (ساخرا من سؤاله عن أغا القلعة أول ما أتى لهم فصار الحداد معروفا بهذا الاسم الغريب أغاغول)

وأصبح على الحداد أو أغاغول أن يعبر وادي الأشباح في ليلة وزاد من الخوف أن كانت تلك الليلة غير مقمرة.
لكن أغاغول أعد عدته قدر استطاعته. كانت المشكلة أنه لا يوجد من عبر الوادي من قبل سليما لكي يسأله عن الأخطار التي ستواجهه فيه لذا قرر أنه يجب ~أن يتأخر خلف شخص ما حتى يرى ما يناله قبل أن يتقدم هو.
أعد جملاً كبيرا ووضع عليه حشوة من قش على شكل إنسان كما لو كانت الراكب وأطلق الجمل أمامه ومضى متسللا خلفه.
لم يمض وقت طويل حتى بدأت أخطار الوادي تتوالى. كان أول ما صادفه أصوات عجيبة تدوي حوله. تبدو كما لو كانت تنطلق من كل حجر ونبتة أمامه. صرخات شنيعة مرعبة في البداية لكنه تشبث بشجاعته وبذكرى عيني عروسه المرتقبة ومضى ثم أتت ضحكات قوية أشعرته بنشوة غريبة ورغبة في أن يضحك حتى الموت
فأخذ يذكر كل أحزان حياته ووفاة والده وأمه وأحزن القصص والأشعار واجتاز تلك المنطقة بمشقة كبيرة.

لتكملة القصة اضغط على الرقم 6 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى