close
غير مصنف

الحداد_أغاغول وثعبان السموم

­­

ولكن حينما بلغ به الضيق مبلغه وأصبح قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة أعلن الحداد أنه أصيب بألم في معدته وأن طعام الأمير كالسم الحار يكوي جسده رغم أنه لذيذ على اللسان لكنها لذة تتبعها سكرة الألم والمرض
وأتى النصر للأمير بين شفتي الهزيمة فمنحه هذا روحا متحمسة للإكمال (ولو أنه أصبح متشككا في طعامه من بعدها ولم يعد يأكل من يومها ما كان يأكله من قبلها)
قال الأمير وهو يتحسس بطنه بفخر! : هيا أيها الحداد أخبرني كيف يتصارع الصدران؟
قال الحداد: وماذا يفعل الصدر؟ يستنشق الهواء. فأما ما يريحه هو هواء الوديان ونسيم البحار وأما ما يرهقه ويجلب التعب والعسر فهو استنشاق الدخان. أقوانا صدرا هو الذي يحتمل الدخان الكثيف مدة أطول من غيره لا يسقط خلالها مختنقا أو يهرب للهواء طالبا.
واختار الحداد حطب الورد المندى لأنه يخرج دخانا كثيفا لكنه غير مؤذ كما زعم فعمد الأمير إلى حديقة الورد الثمين في بساتينه فاقتلعها وكدس حطبها في زنزانة حجرية أسفل القصر لا يكاد يدخلها الهواء وحبس نفسه مع الحداد فيها وأشعل النار في الحطب.
وانطلق الدخان الكثيف يملأ المكان وهما يكتمان أنفاسهما بأقصى ما يستطيعان ليتجنبا الدخان الحار الكثيف.
ومرة أخرى بدا أن الحداد سينتصر. فعمله كحداد جعله معتادا على دخان الحطب ونفخ الكير والحرارة العالية للنار المتأججة.
وازرق وجه الأمير وهو متشبث بمكانه حتى كاد يهلك لكنه تمسك بأقدامه لا يريد خسران النزال
وهنا انهار الحداد فجأة وطرق على باب الزنزانة يطلب الخروج.

وخرج الأمير خلفه يستنشق الهواء من حدائقه الغناء لا يصدق أنه مازال حيا ومازال منتصرا
وأحس بثقة لا حدود لها. ورغم ِأن الحداد لم يعد له أمل في الانتصار إلا أن الأمير تحمس للسباق التالي: سباق الرأس
قال الحداد: هو سباق للمكر ويجب أن يكون صعبا لكلانا فلا ينصرك مالك أو قوة عضلاتك. يجب أن نكون متساوين أمام من نريد غلبته للفوز بالسباق
فعاهده الأمير المتعطش للتحديات على هذا فقال الحداد: هناك امرأة بخيلة عجوز تعيش في سوق المدينة تبيع الأقمشة. وهي ماكرة جدا وحادة الطبع فلا يستطيع أحد أن يغلبها في ثمن بضاعتها ولو استطاع أحدنا أن يأخذ منها شيئا بأقل من ثمنه قبل الآخر فهو الفائز
فقبل الأمير متحمسا وأراد الذهاب للسوق لكن الحداد أوقفه قائلا: يا مولاي. ألا تذكر عهدك؟
قال الأمير : بلى أذكره
قال الحداد : لو رأت جندك لخشيت بطشهم ولو رأت ملابسك الفاخرة طمعت في مالك ولو كشفت عن ذراعيك المفتولتين صمتت رعبا منك.
فقال الأمير متحيرا: إذن فماذا أفعل؟

لتكملة القصة اضغط على الرقم 5 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى