close
غير مصنف

الحداد_أغاغول وثعبان السموم

­­
ثم أحنى العملاق رأسه لينظر بوجهه القبيح لأغاغول ويقول: من هنا؟
قال أغاغول وجسده يهتز من دوي صوت المارد: السلام عليكم. أنا حداد بسيط كنت أعبر الوادي فطاردتني الشياطين وهربت منهم. أرجو أن تسمح لي يا سيدي بالعبور.
هنا انحنى المارد حتى أصبحت أنفه ملاصقة للأرض ليحدق بعينيه في أغاغول الذي فكر أنه لو أطلق سيفه الآن فسيعمي عيني العملاق كما نصحه ملك الشياطين ثم يستطيع التسلل من بين يديه وينجو مبتعدا.

لكنه عاد وفكر كم في هذا من ظلم. لقد انتظر العملاق حتى يتثبت من أمره ويعرف من هو. وتذكر الآية الكريمة (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) وعيب عليه إن ابتدر بالهجوم قبل أن يتبين أمر العملاق حتى لو كان ثمن المخاطرة شديدا.
تشمم المارد رائحة أغاغول بقوة حتى أن الأخير أحس أن شهيقه سيجذبه لأعماق صدر المارد.
ثم قال المارد: رائحتك كالبشر, لكن البشر لا يحاولون عبور هذا الوادي ليلا؟
قال أغاغول: اضطررت لهذا. كان وعد قطعته على نفسي وأنت يا سيدي الكريم خير من يعرف أن وعد الحر دين عليه.
هز المارد رأسه موافقا ثم قال: لكن القلة التي رأيتها من البشر تعبر الوادي في النهار كانوا لا يصلون إليّ إلا مجانين مساكين وأنت تحتفظ بعقلك.

قال أغاغول وهو يتحفز بسيفه (لأنه حتى وإن بدا المارد ودودا فإن الحذر ينفع ولا يضر): أغروني بالذهب ليذهب عقلي لكني فطنت أنه لا نفع في شيء يأتي من الشياطين.فضحك المارد ضحكة شنيعة دفع زفيرها أغاغول للخلف وقال: هذا صحيح, ليتني كنت في فطنتك. أول مرة أتيت فيها لهذا الوادي منذ ثلاثمائة عام تقربوا لي وتوددوا وأهدوني حذاءا. لعلك تدرك مدى عظم تلك الهدية عندنا معشر المردة. فليس من السهل على من في مثل حجمي أن يجد حذاءا يناسبه ولا على من يملك يدان غليظتان كيداي أن يصنع واحدا. لكن ما أن ارتديت الحذاء حتى اكتشفت أنه مسحور ملعون. لو خطوت به خطوة فإنه لا يتوقف أبدا حتى أبتعد عن أرضهم ولو وقفت به خارج حدودها فإنه يتوقف أبدا ولا يتحرك ويتشبث بقدمي لا يريد أن يخلع. أخذ الأمر مني خمسون عاما لكي أستطيع العودة للوادي سائرا مقلوبا على يداي لأقف على فمه فأحبسهم فيه وأدفع أذاهم عن باقي الناس رغم أن سحر الحذاء اللعين يمنعني من أن أقتحم أرضهم.
ثم نهض العملاق مرة أخرى وقال: حسنا يا ابن آدم. أنت ضيفي اليوم. سأطعمك غذاءا لم تذق مثله أبدا فأنا خير من يطهو جذور الكافور, ليس كل يوم أقابل شجاع من الأنس غلب الشياطين.
قال أغاغول: أشكرك سيدي لدعوتك الكريمة ولكني ملزم بعهدي أن أخرج من هذا الوادي قبل طلوع الفجر, يمكنني أن آتي لك وأزورك وأحاول أن أفك عنك قيدك المسحور في وقت لاحق.
ابتسم العملاق قائلا: لا أظن أنك ستعود لي يا عزيزي.
قال أغاغول: ولم لا يا سيدي؟ سآتي من هذه النهاية للوادي لأزورك مباشرة دون المرور بباقي أخطاره.

لتكملة القصة اضغط على الرقم 12 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى