حكاية الولد ذو الإصبع الذّهبي
دقّ الولد وأمّه الباب ففتح لهما الرّجل ولمّا رآهما فرح فرحا شديدا ،وجاءت إمرأته تجري ،ورحّبت بهما ودموعها تتساقط من عينيها ،وطبخت لهما الطعام فأكلا واستراحا بعد هذه الرّحلة الطّويلة ،وفي الصّباح قال الولد للصّياد : غدا سآخذ القارب والشّبكة، وأخرج إلى النّهر، فلا أريد أن تكون أمّي عالة على أحد ،ولمّا رأى الصّياد إصراره ،قال له :لقد كبرت ،ومن حقّك أن تربح قوتك بعرق جبينك !!! أمضى الولد أيّاما وهو يكدّ ويتعب لكن الرّبح كان قليلا ،ولن يكون له وأمّه بيتا مستقلاّ ،وكان ذلك يصيبه بالإحباط، لكن ذات يوم سمع طرقا على الباب، ووجد أمامه التّاجر الذي رآه في السّوق ،وقال له :يجب أن نتكلّم ،أنا مستعدّ أن أشتري منك التّحفة الواحدة بثلاثة دراهم !!! فكّر مروان وقال: هذا ثمن جيّد، فأنا لا أربح من بيع السّمك سوى عشرة دراهم ،فكلّم أمه فأجابته: لم أعد أستحقها بعد أن وجدتك ،يمكنك بيعها إن أردت .
أخذ التاجر الكيسين ،وأعطاه ستمائة درهم ثمنا لها ،وكانت مبلغا كبيرا بالنّسبة لمروان،فقال لأمّه :سأشتري الخشب وما يلزم ،وعلّميني هذه الصّنعة، ونشتغل معا ،وبعد مدّة أتقن النّحت والرّسم، وبدأ يصنع تحفا جميلة ،وعليها ألوان زاهية ،وزادت أرباحهما ،فوسّعا منزل الصّياد ،وزرعا فيه أصناف الأشجار المثمرة، وصار لهم قطيع من الأغنام ،وأصبح الولد ينزل إلى المدينة كلّ أسبوع ،ويبيع تحفه للدّكاكين ،وذات يوم بينما كان يدور في أحد الأسواق الكبيرة ناداه رجل ،ولمّا إلتفت وراه رأى أباه فسلّم عليه ،وسأله عن حاله فأجابه أنّه طلق إمرأتيه بعد أن فاجأهما يدسّان نباتا غريبا في برّاد الشّاي ، ،ولمّا كفّ عن شرب تلك النبتة رجع له صفاء ذهنه ،وندم على معاملته القاسية لزوجته الثالثة التي فرت من الزريبة ،ولقد بحث عنها في كل مكان ولم يجدها ،وشكره ،فبفضله يعيش الآن مرتاحا بعدما علم أن إبنه حيّ يرزق .
لتكملة القصة اضغط على الرقم 8 في السطر التالي 👇