حكاية الولد ذو الإصبع الذّهبي
في أحد الليالي رأى شبح امرأة يقترب في الظلام، ثم تخرج دمية من القماش وتغنّي لها وتناجيها ،ثم تبكي بكاء مرا ،وترجع الدمية لمكانها ،وتذهب في حال سبيلها ،فاستغرب الفتى من تلك المرأة ،وقام من مكانه إلى حيث كانت تجلس ،ولمّا أزال الأعشاب رأى مهدا من الخشب مفروشا بالصّوف وفي وسطه دمية من القماش والقشّ تلبس ثياب رضيع ذكر ،وأحد أصابع ساقيه من الذ،هب وكانت توجد أشياء كثيرة حول المهد منحوتة في الخشب ربّما كانت بالمئات ،أمسك أحدها ،ونظر إليها كانت حصانا جميلا مصنوعا بعناية وملوّن ،فقال في نفسه: هذه المرأة وقعت لها مصيبة ،وهي تحاول أن تعيش حلما جميلا يعوّضها عن عذابها ،وفي الغد جاءت وأحضرت شيئا منحوتا وضعته مع البقية ،وفعلت مثل ما بالأمس ،ثم ذهبت ،وفي اليوم الثالث قرّر أن يتبعها ليرى أين تقيم و،أحسّ ناحيتها بشعور قويّ لم يعرف سببه ،وكأنّ صوتها مألوف لديه، ثم أن هناك شيئا غريبا فلقد كان الإصبح الكبير لساقه اليمنى مقطوعا ،أمّا عند الدّمية فقد كان مكانه إصبع من ذهب هل يمكن أن يكون ذلك مصادفة ؟
كان يمشي ورائها ويفكّرحتى إقترب من بستان كبير ،فدفعت الباب ودخلت ،ولم يقدر الفتى عن الإقتراب ،فقد رأى مجموعة من الكلاب رابضة وهي تلوّح بأذنابها ،وفي الصّباح رأى مرأتين تخرجان بصحبة رجل وتشتغلان معه في البستان ،فقال لماذا لم تخرج معهم المرأة التي شاهدتها في الغابة ؟ وفجأة فكّر أنّها قد تكون محبوسة ،ولا بدّ أن يفعل شيئا لإنقاذها ،ولمّا إنتصف النّهار طرق الباب ،ففتح له صاحب البستان، وسأله عن حاجته ،فأخبره أنه طالب علم يريد ماء ومكانا نظيفا ليصلّي فيه ،فال له :أدخل، واقرأ لنا شيئا من القرآن لتحلّ البركة على دارى ،ويرزقني الله الذّرية بعد أن إختفى الطفل الأوّل، دقّ قلب الفتى بشدّة ،وأحسّ أنّه سيعرف أخيرا ما جرى ،ومن كان له مصلحة في أن يختفي أو ربّما يموت …
…
لتكملة القصة اضغط على الرقم 5 في السطر التالي 👇