حكاية الولد ذو الإصبع الذّهبي
ولمّا حان موعد الولادة ، قال صاحب البستان :سنرى إن كنت ستنفّذين وعدك ؟ مكثت الصديقتان معها، ولم يفارقنها ولو للحظة واحدة، إلى أن ولدت طفلا جميلا أحد أصابع رجله من ذهب، فلم تصدّق المرأتان ،أن هذا يمكن أن يحدث،ولم تستطيعان إخفاء حقدهما. قالت واحدة منهمل لأخرى: ماذا سنفعل الآن؟ بما أنّها نفّذت وعدها، فحتما سيحبها أكثر، ويقوم بتفضيلها علينا، وربّما طلقنا!!! أجابتها الثانية: لا تقلقي، عندي حلّ لا يخطر على بال أحد. وفي الفجر حين خرج الرّجل لحراثة البستان ،إغتنمتا فرصة نوم عيشوشة، وأخذتا الطفل، وقطعتا أصبعه الذّهبي، ووضعتاه في فم الأم، ثم أحضرتا عظام جدي نهشته الكلاب ،وأخفتاه تحت السرير، وأمّا الطفل فقد رمتاه في حفرة على طريق مهجور .
عندما استيقظت الأمّ ،وجدت فمها مغطى بالدّماء، فأصيبت بالهلع لأنها لا تعرف ماذا حدث، إلتفتت حولها ،فلم تجد الطفل، فبدأت تبحث عنه في كل مكان لكنها لم تجده ، وفجأة بدأت الصديقتان تصرخان: إنك غولة، لقد أكلت طفلك الصغير شرعت الأمّ بالنّواح بدون توقّف: وتقول يا إلهي هل حدث هذا حقّا ،لا أمكن أن أفعل ذلك؟وجرت الاثنتان إلى الزوج لإخباره بأن زوجته غولة ،و لقد أكلت الطفل الذي ازداد حديثا، فجاء ،وهو يعتقد أنّهما تريدان إخافته، لكن حين دخل رأى أنّ الدّماء لا تزال على فم عيشوشة ،وهي لا تكفّ عن البكاء والصّراخ،وحانت منه إلتفاتة إلى الفراش، فرأى تحته عظاما منهوشة، فانعقد لسانه من الدّهشة ،وعجز عن الكلام .
قالت المرأة :لا أعرف ماذا حدث، أؤكّد لك أنّي لم أفعل شيئا !!! قد يكون ذئبا أو ثعلبا دخل البيت دون أن نفطن له ،صرخ الرّجل في وجهها: ويحك أكلت إبني، وتحاولين خداعي أنت أخطر من الحيوان !!! أمّا هي ، فجلست في ركن تفكّر في هذه المصيبة ،ولطيبة قلبها لم تشكّ في رفيقاتها ،ولم ذلك ؟ فهنّ صديقات منذ أن كنّ أطفالا !!! فكّر الرّجل قليلا ،ثمّ قال : في انتظار معرفة ما حصل، فأنا لا أثق بك ،ربّما تكونين غولة دون أن أعلم !!! لهذا السّبب ستعيشين مع الدّواب، وستنامين معهم، وسنرى إن لم تأكلي منهم أحدا، ولو فعلت ذلك لطلّقتك بالثلاثة أيتها اللعينة …
…
لتكملة القصة اضغط على الرقم3 في السطر التالي 👇