حكاية الولد ذو الإصبع الذّهبي
صمتت محجوبة برهة ثم قالت: أنت لا تعرفين كلّ شيء ،فمنذ قديم الزّمان والسّحرة الكبار يتصارعون مع جماعة من الرّهبان الذين يعيشون في جبل غير معروف ،وهم فقط يملكون التّرياق: الزّهرة الشّفافة ،هذا يعني أنّ مروان تمكّن بطريقة لا أعلمها من الوصول إليهم !!! أجابت محبوبة :وما يهمّنا منه ،إن لم نقدر على مروان ،سننتقم من أمّه وأبيه ،قالت محجوبة : لم تفهمي بعد، هذه الجماعة قتلت كلّ السّحرة ،ولم أبق سوى أنا ،والآن هم يعلمون بوجودي ،وسيطاردونني ،لقد كانت فكرتي سيّئة جدّا ،فهذا السّحر هو الذي كشف أمري ،إسمعي سنراقب مروان ،وهو الذي سيقودنا إليهم ،وسأقتلهم قبل أن يعثروا عنّي !!! في الصّباح قال الفتى للسّلطان: لست في أمان في القصر يا مولاي ،فهناك عشرات الخدم ،والنّاس تدخل وتخرج كلّ يوم ،الرّأي عندي أن تتنكّر أنت وامرأتك والأميرة ،وأحملكم إلى مكان بعيد لا يصله أحد !!! ثم أرسلهم عند صيّاد السّمك في الغابة ،بعدما سبقهم إلى هناك أمّه وأبوه .
صارت محجوبة تغطي رأسها ، وتخرج وراء مروان ،لتعرف كيف وجد الزهرة الشفّافة ،لكن لم تكن تعلم أن ذلك الولد أحس بوجودها بعد أن علّمه الشّيخ سرّ السّاحرات ،صار يعرف أنهنّ يعشن طويلا ،و يجدّدن شبابهن ،ولا تقتلهنّ إلا النّار ،وطبعا محجوبة لا تعلم حقيقة مروان وأنّه من جماعة الأصابع الذّهبية !!! ولكي يخدعها نحت تمثالين لأبيه وأمّه ،ووضع عليهما الثياب لدرجة أنه لا أيمكن تمييزهما عن الأحياء ، ووأجلسهما في النافذة ،ولمّا رأتهما السّاحرة إعتقدت أنّ أبويه في الدّار ،وذات يوم قالت: سأجبره أن يقودني إلى الرّهبان ،فتسلّلت إلى البستان، وصبّت سائلا أحمر في البئر وقالت في نفسها :من يشرب الماء يتساقط شعره ثمّ جلده ،وسيجري مروان للجبل لإحضار الزهرة ،وحينها سأحرق تلك الزّهور اللعينة ،وأنتقم من الرّهبان على ما فعلوه في حقّنا .
في الصّباح الباكر جاء مروان للبستان ليسقي الحيوانات، ولمّا أراد ملئ الدلو رأى أنّ العصافير والفراشات لا تقترب كعادتها من الماء ،فحكّ رأسه، وقال: إنّها لا تفعل ذلك إلا لسبب ،ولا شكّ أنّ السّاحرة دسّت سمّا ليمرض أبواي ، وتتبعني للمغارة ،يا لها من خبيثة
لتكملة القصة اضغط على الرقم13 في السطر التالي 👇