. ملك له بستان في قصره مليئ بالأشجار المثمرة وكانت هناك شجرة تفاح يحبها الملك لأنها تذكره بزوجته ثمارها من الذهب الخالص
لم يصدّق الأمير نفسه وهم بفتحه لكن الثعلب قال له: أحرق كل الصندوق والآن سأقودك خارج الغابة ولا تنس أن تزورني كلما مررت من هذا المكان .
رد الأمير : من المؤكد أنّنا سنلتقي مجددا فأنت صديق مخلص ولما وصل إلى حافة الغابة وجد الشيخ الذي تحول إلى فرس أبيض وركض به إلى ملك الجن
ولما وصل أراه الصندوق الغريب
فقال له سأذهب معك إلى قصر الغول ولو كان كلامك صحيحا وزال السّحر عن نور الندى سأعطيه مفتاح الكنوز بنفسي والآن هيا بنا
ولما وصلا إلى القصر سلما عليه ولكن الغول واسمه أبو الأُسود لم يردّ السلام على ملك الجن وقال له : لا أزال أذكر ما كان بيننا من أحقاد
ل
كن الأمير قال: علينا أن ننسى ما جرى فنور الندى لا تستحق ما يحصل لها سأحرق الآن الصندوق وأرد لها صورتها الجميلة ثم رماه في المدفأة فإنتشر ضباب كثيف في القصر
لما إنقشع الضباب كانت الفتاة مستلقية على الأرض يغطي وجهها خصلات من شعرها الذهبي فأسرع الجميع إليها وهم يشعرون بالفزع لكنهم ما كادوا يقتربون منها
حتى فتحت عينيها ونظرت حولها بعيونها الخضراء ولما رأت أباها أسرعت بالإرتماء في حضنه وهي تبكي وتشهق وبكى الملك حتى تبللت لحيته وهو لا يكف عن ترديد عبارات الإمتنان ثم سألته ماذا حصل يا أبي وكيف زال عني هذا السحر اللعين ؟
أجابها أبوها كان ذلك مستحيلا لولا شجاعة ذلك الفتى وأشار إلى الأمير ولما رأته إبتسمت بحياء ثم رمت نقابها على وجهها
فهم الملك أن إبنته ستحب ذلك الفتى لكنه صمت ثم سحب من جرابه منديلا من الحرير وقال للغول أبي الأسود :هذا مفتاح الكنوز وكما تعلم هناك شيئ أثمن من الذهب والفضة والزمرد وهو لك هذه المرة لن أخلف وعدي ؟
مد الغول وأخذه ثم قال : أرجو أن لا يكون في الأمر خدعة فأنا أعلم الناس بك وإذا لم أحصل على ما أريد فستسمع بأخباري
أجاب ملك الجن :لا داعي لهذا الكلام غدا إذهب لتلك المغارة وسيفتح لك المفتاح الباب وأنت أول من سيدخلها منذ مئات السنين وما فيها حلال لك Lehcen Tetouani
ثم رجع مع إبنته والأمير إلى مملكته وأمر الجن أن يستعدوا للحرب ويصعدوا فوق الجبال ويملؤوها بآلات القتال
ثم قال للأمير: ستستريح إبنتي هذه الليلة وغدا ستراها
لما طلع الصباح لم يأت إليه أحد فخرج ودار في القصر
لكن أحد الحرس طلب منه الرجوع إلى غرفته وسيحمل له طعامه وشرابه مر الوقت و بدأ الأمير يقلق فلقد أدى معروفا كبيرا للملك وكان ينتظر أن يستدعيه ويكرمه ثم أنه وعده أن يزوجه من نور الندى لو نجح في إنقاذها وقال في نفسه لست مرتاحا للملك فأنا متأكد أنه يخفي شيئا لكن ما هو ؟
جلس على الطاولة فرأى الجراب الذي به كرة الساحر الزجاجية وكان يعلوها الغبار فأخذ خرقة ومسحها فبدأت في التوهج وظهر فيها مجموعة من الجنود يقتربون من حجرته
وقال أحدهم : سنأخذه ونرمي به للثعابين الطائرة ثم نزعم للأميرة أن الفتى خرج بالليل لكن قتلته تلك الوحوش فتحزن عليه قليلا ثم تنساه
التفاح_الذّهبي_الجزء_السادس
أن الفتى خرج بالليل ،لكن قتلته تلك الوحوش ،
فتحزن عليه قليلا ثم تنساه ،لما سمع الفتى ذلك أخذ بسرعة جرابه ،ثم تسلل من الغرفة وأطفأ المشاعل التي وجدها في الرّواق ،فإشتدّت الجلبة ،ورأى الجنود يجرون ويصرخون ،فإنتهز الفوضى، وغادر القصر دون أن يحسّ به أحد، ومشى حتى وجد نفسه خارج المدينة، فصادفته حفرة صغيرة إختفى فيها ،وغطاها بأوراق الشّجر ،وطول الليل كان يسمع رفرفة الثعابين ،ولو وجدته لمزقته ،وفي النهاية أحس بالتعب ،فنام ملئ جفونه .
لمّا طلع الصّباح نزل من الجبل ،فرأى الشيخ الذي سأله ماذا حصل ؟ أين الأميرة ؟ أجاب الفتى :يجب أن نبتعد بسرعة ،فلقد حاولوا قتلي ،تحوّل الشيخ إلى حصان ،ووضع الفتى على ظهره ،وجرى بأقصى سرعة ،في هذه الأثناء كان ملك الجنّ يصرخ : أعثروا على الأمير ،وإقتلوه ،فإنطلقت الخيل تجدّ في إثره ،لكنه إبتعد كثيرا ،ولم يعد بإمكان الجن اللحاق به ،بعد ساعات رأى الأمير غبرة عظيمة ،وأحس بالأرض تهتزّ من تحته ،فتوارى وراء صخرة وهو يتساءل من القوم ؟
إنجلى الغبار عن الغول أبي الأسود يتقدم حشدا عظيما من الأغوال الكبيرة والصغيرة وهم يحملون العصي ، وبعضهم إقتلع شجرة يضعها على كتفيه ،فذهب إليه، وسأله إلى أين يا جلالة الملك ؟ أجابه بغضب: لقد خدعني ملك الجن مرّة أخرى، لا يوجد في المغارة سوى الذّهب والفضة، أمّا الشّيء الذي أبحث عنه فقد إختفى !!! وأنت ماذا تفعل وقد علاك الغبار ؟ وأين عروسك نور النّدى ؟بكى الأمير ،وسقطت دموعه حارة حتى أشفق عليه الغول ،وسأله ماذا حدث ؟ أجاب الفتى بصوت متقطع: لقد حاول قتلي ،والكذب عليها بأن الثعابين إفترستني .
لتكملة القصة اضغط على الرقم 8 في السطر التالي 👇