حكاية الولد ذو الإصبع الذّهبي
لمّا وصل اشتغلت امرأة الصّياد طول الليل ،وأعدّت له مرهما ،وأوصته أن يدهن ذراع أشواق مدّة يومين، وفي اليوم الثالث يجرح مكان اللدغة ويغمسها في سطل من الماء والخل ،ولمّا رجع نعمان نفّذ ما قالت عليه المرأة ،وحين وضع يدها في الماء رأى دويبات صغيرة تخرج مع الدّم ،وتموت بالخلّ ،نزفت الأميرة كثيرا حتى أصبح دمها صافيا ،فضمّد الأطباء الجرح ،وبقيت ثلاثة أيّام نائمة ،وهي تعاني من الحمّى ،وكان مروان بجانبها لا يفارقها ،وهو يعصر ندى الورود في فمها ،وأحبّه السّلطان لمّا رأى عنايته بابنته ،وأخيرا فتحت أشواق عينيها ،وقالت :أريد أن أرى أمي وأبي ،فجاءا إلى غرفتها ،وعانقاها وهما يبكيان ،ومن الغد اجتمع السّلطان بالحاشية و الوزراء وقال لهم: لقد عيّنت مروان وليّ عهدي وهو في مقام إبني الذي لم يرزقني الله به ،أرسلوا المنادي في الأسواق، وليعلم الحاضر الغائب .
كانت المرأتان تبيعان الأعشاب الطبية والعقاقير في دكّانهما بالسّوق، وفجأة سمعتا المنادي يصيح بأنّ مروان أصبح ولي العهد بعدما شفى الأميرة أشواق من مرض غريب، فقالت محبوبة لرفيقتها السّاحرة يبدو أنّك كبرت في السّن ،ولم يعد سحرك يخيف حتى فأرا صغيرا !!! فقطّبت محجوبة جبينها ،وصاحت :ويحك ،هل هذا وقت السّخرية ،فتلك الحشرة الخبيثة لا ينجو منها أحد إلا إذا .. ظهرت الحيرة على وجه محبوبة، وقالت لرفيقتها : تكلّمي فلقد بدأت أشعر بالقلق !!!
…
صمتت محجوبة برهة ثم قالت: أنت لا تعرفين كلّ شيء ،فمنذ قديم الزّمان والسّحرة الكبار يتصارعون مع جماعة من الرّهبان
الذين يعيشون في جبل غير معروف ،وهم فقط يملكون التّرياق: الزّهرة الشّفافة ،هذا يعني أنّ مروان تمكّن بطريقة لا أعلمها من الوصول إليهم !!! أجابت محبوبة :وما يهمّنا منه ،إن لم نقدر على مروان ،سننتقم من أمّه وأبيه ،قالت محجوبة : لم تفهمي بعد، هذه الجماعة قتلت كلّ السّحرة ،ولم أبق سوى أنا ،والآن هم يعلمون بوجودي ،وسيطاردونني ،لقد كانت فكرتي سيّئة جدّا ،فهذا السّحر هو الذي كشف أمري ،إسمعي سنراقب مروان ،وهو الذي سيقودنا إليهم ،وسأقتلهم قبل أن يعثروا عنّي !!! في الصّباح قال الفتى للسّلطان: لست في أمان في القصر يا مولاي ،فهناك عشرات الخدم ،والنّاس تدخل وتخرج كلّ يوم ،الرّأي عندي أن تتنكّر أنت وامرأتك والأميرة ،وأحملكم إلى مكان بعيد لا يصله أحد !!! ثم أرسلهم عند صيّاد السّمك في الغابة ،بعدما سبقهم إلى هناك أمّه وأبوه .
صارت محجوبة تغطي رأسها ، وتخرج وراء مروان ،لتعرف كيف وجد الزهرة الشفّافة ،لكن لم تكن تعلم أن ذلك الولد أحس بوجودها بعد أن علّمه الشّيخ سرّ السّاحرات ،صار يعرف أنهنّ يعشن طويلا ،و يجدّدن شبابهن ،ولا تقتلهنّ إلا النّار ،وطبعا محجوبة لا تعلم حقيقة مروان وأنّه من جماعة الأصابع الذّهبية !!! ولكي يخدعها نحت تمثالين لأبيه وأمّه ،ووضع عليهما الثياب لدرجة أنه لا أيمكن تمييزهما عن الأحياء ، ووأجلسهما في النافذة ،ولمّا رأتهما السّاحرة إعتقدت أنّ أبويه في الدّار
لتكملة القصة اضغط على الرقم 15 في السطر التالي 👇