حكاية الأخوين وقصر الفضّة
.
وسار الأخ الغنّي في البراري إلى أن تورمت قدميه، ولمّا وصل داره كان في حالة يرثى لها، ولم يعد يقدر على الوقوف ،فأتت إمرأته بأجير ليشتغل في أرضها وكان صحيح البدن قويّا ،فبدأت تقضي اليوم قربه ويأكلان معا، ولما يجوع الرجل يتحامل على نفسه ويبحث في الجرار فيجدها فارغة ،وفي المساء تعود المرأة وقد شبعت من الطعام ،فتدخل فراشها وتنام . فأحسّ الرّجل بالحزن لمعاملتها وهو مريض. ،وبدأ يبكي على حظه ،وشدّة طمعه ،فلو أخذ الألماس، ولم يفتح الغرفة الأخيرة لكان الآن أغنى شخص في المملكة ،والغولة معها الحق ،فالقمح أغلى من كل شيئ ،وما هو فائدة المال حينما لا تجد ما تأكله ،لقد فهم ذلك فقط عندما جاع .
وفي الصّباح تحامل على نفسه ،وذهب إلى دار أخيه ،فتحت له المرأة ،ولما رأت حالته أدخلته ،وأعطته طعاما ،ثم قالت له : أخبرني ما حدث لك ،وأين زوجتك ؟ فتنهد ،وأجابها : أنا مريض بعدما لاحقتي الغولة في الغابات ،أما زوجتي ،فلم تعد تريدني بعدما أصبحت غير صالح للعمل !!! فأشفقت عليه وقالت : لا بأس إشتغلي عندنا، وسأعطيك أجرة ومأوى ،أجابها :هل تفعلي حقا ذلك من أجلي بعدما قاسيتموه مني ؟ قالت زوجة الأخ : حصل خير،وقبل كل شيئ فنحن جيران ،أليس كذلك ؟ولما رجع الأخ الصغير من السّوق،وسمع ما حدث لأخيه إستغفر الله ،وقال أخي طول عمره طمّاع ، ولم يرحمني ولقد نال جزاءه ،ثم أنشد :
لتكملة القصة اضغط على الرقم9 في السطر التالي 👇