حكاية الأخوين وقصر الفضّة
دخل الفقير للرواق ،ونظر يمينا وشمالا ،فرأى سبعة أبواب عليها زخارف بديعة ،فمدّ يده ليفتح إحداها ،لكنّه تذكّر وصيّة البنت ،ومشى حتى إقترب من الباب السّابع ثمّ فتحه ،ووقف ينظر بدهشة إلى أكوام الفضّة، فأخذ كيسا وملأه إلى الرّبع، ثم وضعه على ظهره ،وخرج . لمّا رأته بنت الغولة قالت له : لأنّك لم تكن طمّاعا ،ستفوز بما حملته ،وهو حلال عليك ،و لو ملأت الكيس لما تمكّنت من الإبتعاد عن القصر،ولعثرت عليك أمّي ،وقتلتك !!! أجابها الرّجل: طول عمري عشت فقيرا ،وما كنت أحلم به ليس الثّراء بل أن أشبع من الطعام أنا وإمرأتي ،وأطفالي .قالت مسعودة : إذا أحسنت التّصرف فيما حملته فلن تعرف الفقر !!! والآن إذهب في أمان الله وسأدّلك على الطريق في هذا الظلام الدّامس .
بعد نصف ساعة توقّفت الفتاة، وقالت له :واصل في هذا الإتّجاه ،وستبلغ أوّل أشجار الغابة ،أمّا أنا فسأجري للقصر قبل أن ترجع أمّي من الصّيد .جلس الرّجل ليستريح قليلا ،وهو لا يصدّق نفسه ، ثم واصل طريقه ،ولمّا طلع الصّباح ذهب إلى السّوق ،واشترى حمارا وعشرة عنزات ،وطعاما ثم ركب حماره ورجع إلى بيته و من بعيد شاهد أولاده يقطعون بعض الجذور والأعشاب ،ولمّا رأوه، رموا ما في أيديهم ،وجروا نحوه ،وهم يتصايحون ،وقالوا له: إنّنا نحسّ بالجوع يا أبي !!! فردّ عليهم وهو يبكي :ستأكلون وتشبعون ،ثم فتح الباب، وقال أين أنت يا امرأة ؟ تعالي، فالدجاج المشوي لا يزال ساخنا ،وهناك الخبز والزيتون والفلفل، فلمّا سمعت صوته بدأت تزغرد ،ثم مدّ الجميع أيديهم ،وأكلوا ،قال الصّبيان لأمّهم :لقد رجع أبي بقطيع من الماعز، وهو يرعى قرب الدّار ،فنظرت إلى زوجها باستفهام، لكنّه أجابها: سنعدّ برّادا من الشّاي على الكانون ،وسأحكي لك عن كلّ شيء
لتكملة القصة اضغط على الرقم 5 في السطر التالي 👇