close
غير مصنف

قصة جِهَاز العروس.

­­ ­
– “هذه ابنتي. مانيتشكا، هذا الشاب المحترم أتى من أجل..” وقدمتني لابنتها. حين عبرت عن دهشتي من عدد الباترونات الورقية الكبير خفضت الأم والابنة عينيهما أرضاً.

قالت الأم:

– “يُقام معرض هنا في يوم (عيد الصعود)، نشتري الأقمشة فيه ثم نبقى منشغلين بحياكتها حتى معرض العام التالي. نحن لا نؤجل حياكة الثياب فراتب زوجي ليس كافياً ولا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بنيل بعض الترف، لذا نحيك كل ثيابنا بأنفسنا.”

– “ولكن من سيلبس كل هذا الكمّ من الثياب؟ ألستما تعيشان وحدكما في المنزل؟”

– “أوه.. لم نكن لنفكر في ارتدائها! نحن لا نلبسها، بل هي من أجل جهاز العروس!”

تورد وجه الابنة بالحمرة مجدداً وقالت:

– “آه، ماما، ما هذا الذي تقولينه؟ سيظن ضيفنا أن هذا صحيح! أنا لا أنوي الزواج أبداً!”
­­ ­
ورغم قولها هذا، برقت عيناها عند نطقها كلمة “الزواج”.

قدّموا إليّ الشاي والزبد والمربّى ثم العُلّيق والقشدة. في الساعة السابعة تناولنا العشاء الذي تكوّن من ست أصناف مختلفة، وبينما كنا نتعشّى سمعتُ صوت تثاؤب عالٍ في الحجرة المجاورة.. نظرتُ متفاجئاً نحو الباب: فتثاؤب كهذا لا يمكن أن يصدر سوى من رجل.

قالت المرأة الضئيلة حين رأت دهشتي:

– “هذا ييجور سيميونيتش شقيق زوجي، يعيش معنا منذ العام الماضي. أرجو أن تعذره فهو لن يستطيع القدوم لمقابلتك، فهو شخص غير اجتماعي يخجل من الغرباء. صار يتردد على دير قريب بعد أن تعرّض لمعاملة ظالمة في العمل الحكومي وسيطرت خيبة الأمل عليه.”

بعد العشاء عرضت عليّ المرأة الضئيلة الرداء الكهنوتي الذي طرّزه ييجور سيميونيتش بيديه كهدية للكنيسة. تخلّت مانيتشكا عن خجلها للحظة فعرضت عليّ جعبة التبغ التي كانت تطرّزها لأبيها. حين تظاهرت بالانبهار الشديد بعملها تورّد وجهها وهمست بشيء ما في أذن أمها، فابتسمت الأخيرة بابتهاج ودعتني لأن أذهب معها إلى مخزن المنزل.. وهناك رأيتُ خمس حقائب كبيرة وعدداً من الصناديق والحقائب الأصغر حجماً.

همست أمها:

– “هذا هو جِهَازها. أعددناه كله بأنفسنا.”

لتكملة القصة اضغط على الرقم 5 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى