close
غير مصنف

قصة جِهَاز العروس.

قصة قصيرة من الأدب الروسي
بعنوان: جِهَاز العروس
.
رأيتُ في حياتي منازل عديدة، كبيرة وصغيرة، قديمة وحديثة، مبنية بالحجر وبالخشب، لكن من بين كل هذه المنازل منزل واحد أذكره بوضوح تام. كان أقرب لكوخ منه لمنزل.. كوخ ضئيل من طابق واحد به ثلاثة نوافذ، بدا إلى حد غير عادي أشبه بعجوز ضئيلة حدباء تلبس قبعة. كانت جدرانه البيضاء الجصيّة وسقفه القرميدي ومدخنته المتهدمة غارقين في بحر من اللون الأخضر. كان الكوخ خافياً عن الأنظار بين أشجار التوت والسنط والحور التي زرعها أجداد سُكّان الكوخ الحاليين وأجداد أجدادهم. ورغم أن المنزل يقع داخل المدينة إلا أن باحته كانت جزءاً من صف باحات خضراء مماثلة مشكلة جميعها جزءاً من شارع، ولم تكن أي مركبة تسير في هذا الشارع وقلّما كان أي شخص يسير فيه.

دائماً ما تكون مصراعات نوافذ المنزل الصغير مغلقة، فسكانه لا يبالون بنور الشمس.. لم يكن الضوء ذا أهمية لهم. كانوا لا يفتحون النوافذ أبداً فلم يكونوا مولعين باستنشاق الهواء النقي. الأناس الذين يعيشون حياتهم بين أشجار السنط والتوت والقراص لا شغف لديهم بالطبيعة، فهذا الشغف لا يكون سوى لزائر صيفي منحه الله القدرة على رؤية جمال الطبيعة، بينما بقية البشر يظلون غارقين في جهل عميق بوجود جمال كهذا. لا يشعر البشر بقيمة ما يملكونه إن كان وفيراً، فنحن لا نقدّر قيمة ما نملك بل وحتى لا نحبه.

كان المنزل الصغير قائماً وسط جنة أرضية من الأشجار الخضراء التي تعش;­­ ­

داخل المنزل.. يا للأسف..! في الصيف يكون الجو داخل المنزل مكتوماً خانقاً، وفي الشتاء يكون حاراً كحمّام بخار تركي فلا تجد نَفَساً من الهواء تتنفسه، دعك من كآبة الجو..!

زرتُ ذلك المنزل الصغير للمرة الأولى قبل عدة سنوات في مهمة عمل. كنتُ أحمل رسالة من العقيد -الذي كان صاحب المنزل- إلى زوجته وابنته. أذكر تلك الزيارة الأولى بوضوح شديد، وربما من المستحيل حقاً أن أنساها.

كانت امرأة أربعينية ضئيلة هزيلة الجسد تحدّق بي في ذعر واستغراب بينما أخطو من الممر إلى غرفة الضيوف. كوني زائراً شاباً غريباً عن المنزل كان كافياً لوضعها في حالة من الذعر والحيرة. رغم أنني لم أكن أحمل خنجراً أو فأساً أو مسدساً في يدي، استقبلوني بذعر وخوف.

سألتني المرأة الضئيلة بصوت مرتجف:

لتكملة القصة اضغط على الرقم 2 في السطر التالي 👇

1 2 3 4 5 6 7الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى