قصة جـارتي
أرغب في إبلاغك أنني سأصل إلى منزل أمي اليوم وأنا في رحلة. قمت من مكاني وصاحت في استياء قائلًا: “لماذا يا أحمد لا تأخذني معك في رحلتك إلى الصعيد؟ وحدها في الليل؟” أجاب قائلاً: “سأقول لك ماذا، ليس هناك نقاش. ستذهبين لتقضي الأسبوع هناك، وكل خميس وجمعة سأأتي لأخذك.” سألته قائلة: “هل يمكنك أن تخبرني لماذا؟” وكأنه سيبكي وأمسك بيدي وقال: “بسبب مصلحتي، لا تسأليني عن أي شيء الآن، سأشرح لك لاحقًا.”
قلت له: “حسنًا، فهل أترك إبتسام وحدها؟” وجهه تغير وقال: “أنا أرغب في أن تبتعدي عنها في هذه الفترة، ولا تسأليني لماذا!” أصدرت صرخة وقلت: “لا، هذا ليس حياة، لا أستطيع فهم أي شيء، ومن متى تقول لي عدم السؤال؟” فجأة، سمعنا صوتًا ضجيجًا في المطبخ، كان المنزل يهتز. جرينا أنا وأحمد نحو المطبخ لنرى ما حدث، ووجدنا كل شيء كما هو، لقد أمسك أحمد بيدي وصرخ في وجهي قائلاً: “ارتدي ملابسك فورًا”، لم أفهم شيئًا، كنت مرعوبة جدًا من مظهره. انتهينا وأخذت شنطتي وأقفلنا باب الشقة. قلت له: “انتظر قليلاً، سأودع إبتسام وأخبرها أننا سنذهب”، لكنه شدني بعنف وقال لي: “على الله، يجب أن يحدث ذلك”، وجراني باتجاه المصعد والباب يغلق.
ثم سار بيَّ إلى المصعد وتم إغلاق الباب، سمعنا صراخًا مكتومًا قريبًا منا، لكننا لم نُولِ أهمية لذلك في ذهننا. فعلاً، أخذني أحمد وسافرنا إلى الصعيد، وودَّعني وودَّع والدته، وقال لي: “أدرك أنك غاضبة مني، ولكن رجاءً يا ليلى، لا تخرجي من هنا دون أن تخبريني.” أجبته قائلة: “حسنًا، فهمتك.” مر اليوم وأنا جالسة مع حماتي وأشعر ببعض الارتياح، لكن التفكير لم يهدأ بداخلي حول ما يحدث حولي، ولا أستطيع أن أفهمه بأي حال. لماذا يتصرف أحمد بهذه الطريقة؟ ولماذا تغيَّرت مشاعره تجاه إبتسام فجأة؟ وما هو الصوت الذي سمعناه في المطبخ؟ عقلي يعاني من الضغط بينما كنت أستلقي على السرير وأبكي، ولكنني شكرت الله على أن صوت حنين استيقظني، فقد كنت أستنجد بأي شخص في هذا الحلم.
كانت تجربة كابوسية مرعبة، حيث شهدت مشهدًا مروعًا لا يمكن وصفه بالكلمات. كانت هناك امرأة تشدني وتصرخ، وأنا كنت مرعوبة من مظهرها. كلما حاولت الهروب، وقعت مرة أخرى في قبضتها. عندما استيقظت على صوت الأذان لصلاة الفجر، قمت ودعوت حنين وأديت الصلاة، آملة أن يعود الهدوء إلى داخلي. ثم التفتت إلى هاتفي لأرى إذا كان هناك رسائل وصلتني، لكن لم أجد أي شيء. استغربت عدم اتصال إبتسام بي، وشعرت بخيبة أمل لعدم وجود أي شخص يفتح لها الهاتف. توجهت نحوها بسرعة، ولكن في اللحظة الأخيرة تذكرت كلمة أحمد التي قالها لي بعدم الاقتراب منها. ومع ذلك، لم يكن لدي أي اهتمام بذلك بمجرد أن أعرف السبب. هربت وتجاهلت المكالمة.
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم 6 في الصفحة التالية 👇