الحطّاب_ وملك_الجان
أمّا الحطاب فباع الحمير والصناديق ،وبعد مدة لم يعد له شيئ ليأكل ، فرجع إلى الغابة ،وإختار شجرة كبيرة ،ولما رفع الفأس جاءه الشّيخ ،وقد إحمرّت عيناه من الغضب ،وقال: ويحك ألم يكفيك المكيال حتى رجعت إلينا لتقلق راحتنا ؟ لا بد من عقابك ؟ لكن الحطاب أجهش بالبكاء ،وقص عليه ما حذث ،فربّت الشيخ على كتفيه ،وقال إمرأتك تحبّك ،ولقد أحسنت صنعا ،هذه المرة سأعطيك شيئا لا يلفت الإنتباه ،ولن تحتاج إلى جرار وصناديق ،ومد إليه صحفة من الخشب ،وقال : ضعها في حديقتك ،وفي الصّباح لمّا تسقط فيه قطرات الندى ،ستتحوّل إلى قطع من الألماس ،إسمع جيّدا إنّها المرّة الأخيرة التي أعطيك فيها شيئا ترتزق منه ،بعد ذلك عليك بتدبير حالك بعيدا عنا ،هل فهمت ؟
طأطئ الحطاب رأسه ،وقال : المرة القادمة سأبيع داري ،وأبتعد عن هذه القرية ،فلا خير في مجاورة شخص لئيم مثل جاري ،ثم رجع وقصّ على إمرأته ما حدث ،وفي الصباح وجدا ثلاثة قطع من الماس لا مثيل في جمالهم ،فأخذ الحطاب واحدة ،وباعها لأحد كبار الصاغة ،ورجع بمال كثير. ورغم حرص الحطاب على أن لا تظهر عليه النعمة ،إلا أنّ زوجة الجار أحسّت بفراستها تغيّر شيئ ما عند عائلة الحطاب ،
وأنّ لديهم ما يخفونه ،وأخذت تلح على زوجها ليعرف السرّ …
سمع الملك بهذه الماسّات الكبيرة ،التي ظهرت في السّوق ،وحاول أن يعرف مصدرها ،لكن الحطاب كان حذرا ،وكان يبيعها كلّ مرّة في مدينة ،ويدفن المال، ورغم محاولة جاره إلا أنه لم يفلح في معرفة السرّ، وذات ليلة جاء ضيوف للحطاب وسهر كثيرا ،ولم يستيقظ إلا متأخّرا في تلك الأثناء مرّ غراب، ورأى الجواهر في الصّحفة ،فسرق واحدة ،وطار بها . كانت امرأة الجار تطل من النافذة ،وشاهدت ما حدث ،فإتّبعت الطائر إلى عشّه ،ولمّا أدخلت يدها و،جدت الماسّة، فشهقت ،وقالت: جاري له كنز من الألماس ،وأنا لا أعلم !!! لكن من أين جاءه كل ذلك ؟
لتكملة القصة اضغط على الرقم 8 في السطر التالي 👇