عصفور_وجرادة
فإن نجحت فيه عددتك عرافاً كفؤاً و دعوتك للانضمام إلى جماعتي , و إن فشلت .. فسأشكو أمرك إلى صاحب السّوق ،وسيحاكمونك بتهمة الشّعوذة .
لم يستطع العصفور أن ينطق كلمة واحدة لشدّة خوفه , فلوّح كبير العرافين بالبرنس في يده قائلاً : خمّن ماذا يوجد داخله , دارت به الأرض ،وامتقع لونه فكّر في زوجته التي أوقعته فيه هذه المصيبة : وتمتم : لولا الجرادة ما وقع العصفور , عندما سمع الرّجل ذلك إنعقد لسانه من الدّهشة , وهز البرنس فخرج العصفور ،وطار . نظر كبير العرافين إليه وهو يبتعد، وقال بانفعال : أحسنت .. أحسنت , لقد تفوقت على كل تلاميذي , و إكراماً لك سأعطيك مكاناً في مجموعتي في السّوق .
فعلاً كان حظ العصفور رائعاً ،و حصل على تقدير كلّ العرافين , و كان يعمل من شروق الشمس ،حتى إذا حان الغروب اجتمع كل أفراد المجموعة إلى كبيرهم ، ليقتسموا ما يجنون من مال و كان وفيراً , وإفتخرت الجرادة أشد الفخر أمام جاراتها بآرائها الصائبة . و قد تركت ترقيع الملابس و ارتاحت في بيتها ،و ورغم أنّها عاقر لا تنجب , إلا أنّ زوجها لم يتركها،و لم يتذمر من حالتها , و كان العصفور رجلاً بسيطاً إلى حد الغباء , بينما لم تكن الجرادة امرأة حادة الذكاء و لكنها كانت مدبرة جيدة .
استتبّ الأمر للعصفور وقتاً يقدر بالشهور لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السَّفِنُ , ففي صبيحة يوم بارد أعلن الملك خبر سرقة جواهر ثمينة من خزانته، و استدعى كل عرافي تلك البلاد ليكشفوا له بما يدّعون من خوارق عمن ارتكب هذه الجناية , و قطع الملك في تلك الصبيحة كثيراً من الرؤوس , و هدد بذلك كل عراف لا يأتيه بالخبر اليقين , حتى جاء الدور على كبير العرافين ذاك و كان لا يعرف شيئاً , إنه الآن في ورطة،و لكن له من الخبث و المكر ما يمكنه من الخروج منها كالشعرة من العجين ،قال للملك أنه لم يعد كبير العرافين منذ وقت طويل , وأن هذه المهمّة ,تم إسنادها للعصفور ،لأنه أمهرهم وأكثرهم دراية بالعرافة .
لتكملة القصة اضغط على الرقم4 في السطر التالي