عصفور_وجرادة
سيدي هناك من يدّعي أنّه يضرب الرّمل وهو ليس من جماعتنا، يجلس في وسط السّوق، و قد تجمّع حوله جمع غفير من الناس , و أنا أخشى يا سيدي أن يسلبنا رزقنا ،و يأخذ مكانك , فانتفض كبير العرافين من مكانه و قال مزمجراً : و أين هو ؟
برح مكانه، و راح يراقب العصفور عن بعد , و كان هذا الأخير قد بدأ يرتاح للوضع ويثق في نفسه , و كانت السّعادة بادية على وجهه و هو يرى الدّراهم الفضّية تنهمر عليه , وبدا النّاس مقتنعين بنبوءاته .
و كعادة ذلك الزّمن كان النّاس متحمّسين لهذه الأمور , بل مازالت هذه العادة إلى الآن , عندما رأى العرّاف براعته في ضرب الرّمل ،والتفاف النّاس حوله،عزم على إختباره . فراح يفكّر في طريقة لكي لا يشك في أمره ،و بينما هو كذلك إذ وقعت عينه على عصفور صغير يطارد جرادة، و هنا ترك الجرادة تمرّ، و تعرّض ببرنسه للعصفور فعلق فيه .و سار حتّى وقف أمام العصفور الذي ظنّ أنه يريد معرفة حظه، ففتح كيس رمله , لكن كبير العرافين استوقفه قائلاً : لا .. لا , لم آتي لهذا السّبب , لكن أعتقد أنك يا عزيزي ترى أنّ هذا العمل مربح , كان العصفور يحدّق في الرّجل دون أن يفهم ما يقصده , فأضاف قائلاً : أنا المشرف على هذه المهنة في السّوق , ولقد دخلت منطقتي ،وقمت بالعرافة دون إذني ،فإنك تستحقّ العقاب , ذعر العصفور لسماع هذه الكلمات ،و لعن زوجته الجرادة . هدّأ العرّاف من نبرته وقال : لكنني سأخضعك إلى اختبار،
لتكملة القصة اضغط على الرقم3 في السطر التالي