close
غير مصنف

وَحَيْدَةً_في_الصحراء

­­ ­
ربّت الملك على كتفها ،وقال لها: اعتبريني من اليوم أباك وإبني الذي يقف هناك أخاك ،وهذا وعد أقطعه على نفسي، فرحك فرحنا وحزنك حزننا ،أبشري فالله سمع شكواك ،وأرسلنا إليك في هذا اليوم. سكتت البنت، ومسحت دموعها، فنادى الملك إبنه ليأتيها بطعام. فحلب ناقة، وحمل لها لبنا وصحفة تمر ،وكانت جائعة فأكلت وشربت، ثم مسحت شفتيها . قال لها الولد:هل تريدين مزيدا من اللبن يا أختي ؟
فبكت من جديد، وقالت: لم يناديني أحد بهذا الكلمة من قبل، لم أكن أعلم أنّها جميلة لهذا الحدّ !!! ثمّ إنبسطت نفسها ،ورجعت لها روحها ،فأصلحت الغطاء على رأسها ، وبعدها قالت لهما :قصتي محزنة، فحينما كان رجل فقير مارّا مع حماره في الطريق ، وجدني تحت شجرة ، وأنا لا أزال صغيرة،فأشفق عليّ ،وحملني إلى داره ،وفرحت إمرأته بي رغم كثرة عيالها وصارت تطعمني من حليب عنزة كانت عندها ،فصحّ بدني بعد أن كدت أموت، وعاملتني كإبنتها ،وسمع الناس بحكايتي، لكن لم يجأ أحد للبحث عني، فكبرت مع تلك العائلة الطيبة كواحدة منهم ،وسمّوني شيماء ،وكانوا يحبّونني، ولمّا يشتري الرجل شيئا لأبنائه يأتيني بمثله ،ولمّا كنت ألعب في الزّقاق مع البنات كان المارّة يقفون ،وينظرون إليّ بدهشة، فلقد كنت بارعة الجمال رغم ثيابي القديمة ،وحذائي المثقوب .
وفي يوم من الايّام أتت إمرأة من نفس القبيلة ،وخطبتني لولدها ،لكنّي رفضت فلقد كنت سعيدة رغم فقرنا، لكنّهم أغروني باللباس والمجوهرات ،وكنت صغيرة فصدقتهم ،وأسكنوني معهم ،وأعطوني غرفة مفروشة بالزرابي ،لكن ما إن مرّ الشّهر الأوّل حتى بدأت أمّه تطلب منّي أن أخدمها وكذلك إخوته ،وكانت الدار كبيرة، يلزمها كثير من الجهد ، فتحملت كل ذلك ،على الأقل لي سقف يأويني، ورجل يأتيني بقفّة .

لتكملة القصة اضغط على الرقم 3 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى