الأميرة _ذهبيّة_ الشعر
بعد ذلك حملها لسيّده مع صحن من زيت الزّيتون وخبز الشّعير ،فأكل السّلطان،والخادم بين يديه يسقيه من جرّة النّبيذ ،ولمّا شبع قال لجوهر : أسرج لنا حصانين ،وسنخرج للغابة القريبة، فإنّني أشتهي أن أتفسّح ،وأشرب كوبا من الشاي السّاخن ،وبعد ساعة ظهرت الأشجار الخضراء ،فالتفت حصان الخادم إلى الآخر وقال له لقد مللت من البقاء في الإسطبل وأنا أحسّ بالنّشاط في هذه الطبيعة الجميلة،وكم تمنّيت أن أركض ،وأقفز بين الصّخور . أجاب حصان السّلطان: هذا الرّجل الذي يركبني، تعوّد على الرّاحة والنّوم ولو قفزت لوقع على الأرض، وتحطّمت عظامه !!!
أجاب الحصان الآخر : أليس هذا أفضل، وبإمكاننا أن نمرح بدلا أن نمشي مثل السّلحفاة !!! لمّا سمع الخادم ذلك ضحك ،وكان السّلطان يسمع أيضا ،فرمقه بطرف عينه ،وصاح غاضبا :ما الذي يضحكك أيّها اللئيم ؟
…
الأميرة_ذهبيّة_الشعر
الجزء الثاني
ورطة الخادم جوهر
قال الخادم :لقد تذكرت شيئا أضحكني فمنذ أيّام رأيت امرأة تضع خمارا، ولمّا لاحظت أني أنظر إليها رفعته عن وجهها، فإذا بها عجوز شمطاء !!! فقال السّلطان في نفسه :إنه يحاول خداعي ،ترى هل فهم ما يقول الحصان ؟ ثمّ أمشك جيّدا بالزّمام ،وأكمل جولته في الغابة بسرعة ،دون أن ينزل وستريح ،فقد كانت فكرة أنّ خادمه جوهر أكل من السّمكة تأرّقه ،وتذكّر نبوءة السّاحرة فتكدّرت حاله. ولمّا رجع إلى القصر طلب منه إحضار جرّة من اللبن ،قال له : أريدك أن تملأ قدحي دون أن تنزل منه قطرة واحدة !!! ولما مد له الخادم القدح ،دخل عصفوران،إلى المجلس، وكانّ أحدهما يحمل ثلاثة شعرات ذهبيّة ،فحاول الآخر إفتكاكها منه ،فسقطت واحدة على الأرض ،وأحدثت صوتا قويا كأنّه قطعة من حديد ،ففزع الخادم وسقط القدح من يده ،وسال اللبن على الأرض .
وقف السلطان ،وصاح :هذه المرّة لا يمكنك أن تنكر !!! لقد أكلت من السّمكة أليس ذلك ؟ فجثا الخادم على ركبتيه ،وبدأ يستعطفه ،وقال له :سامحني يا مولاي ،لكن السّلطان رفع سيفه ، وفجأة شمّ رائحة عطرة ،ولمّا نظر إلى الأرض شاهد شعرة ذهبيّة طويلة ليس في الدّنيا أجمل منها
لتكملة القصة اضغط على الرقم 4 في السطر التالي 👇