الأميرة _ذهبيّة_ الشعر
كان السّلطان يستمع دون أن يصدّق حرفا واحدا من كلامها ،وأراد مجاملتها ،فوعدها بذلك ،لكن قبل أن تخرج خطر له أن يمدّ لها كفّه لتقرأ طالعه ،فلما نظرت إلى خطوطه، قالت له :ستعشق الأميرة ذات الشّعر الذّهبي ،فضحك وقال : لي العشرات من الجواري الحسان والقيان ،ولن أهتم بأميرتك ولا بغيرها !!! وقبل أن تنصرف قالت له : ما هو مكتوب على الجبين لا بدّ أن تراه العين يا مولاي !!! ولا تنس وصيّتي وإلا ستندم . ولمّا ذهبت العجوز نظر السّلطان إلى السّمكة ،وتساءل :وماذا لو كانت العجوز تقول الحقيقة ؟ ثم نادى أحد الخدم واسمه جوهر ،وطلب منه أن يقشّرها ويشويها له ،وحذّره من الأكل منها ،وإلا قطع رأسه ،فاستغرب الخادم ،وقال في نفسه: لماذا لا يعطيها للطباخ ؟ ألا يكفيني ما عندي من عمل !!! ثم لماذا يهدّدني ،وكل يوم تأتي إلى القصر أفضل الأسماك ،والقواقع، وجراد البحر ،لكنّه في الأخير نفّذ رغبة السّلطان .
وحين بدأ في تنظيفها رأى أنّها لا تشبه أيّا من الأسماك التي يعرفها، فلونها أخضر، وعيناها كبيرتين ،لكن لمّا وضعها في المقلاة ، فاحت رائحتها،ولم يقدر أن يمنع نفسه من تذوّقها ،فأخذ قطعة صغيرة ،وأكلها ،وبينما هو كذلك إذ أحس بطنين في أذنيه ،ثم سمع صوتا خافتا يقول : ما أطيب تلك الرائحة لا بدّ أن أغافل الخادم وأذوق من تلك السّمكة !!! نظر الولد إلى ركن المطبخ،ورأى قطة ،فضحك وقال : لقد بدأت أتوهّم أشياء لا وجود لها !!! لكنّه لمّا إقترب من الشّباك سمع عصفورين يتكلمان وقال أحدهما : ليس لنا ما نأكله هنا تعال نبحث في مكان آخر .إندهش الخادم ممّا حصل أمامه ،ثمّ نظر إلى السّمكة وهتف :إذن لهذا السّبب كلّفني السّلطان بشوائها، وليس الطّباخ لأنّ من عادته تذوّق الطّعام ،والآن لا يجب أن يلاحظ أنّي أكلت منها ،فوضع عليها شيئا من الدّقيق ،وحمّرها بالزّيت ،ثمّ أضاف إليها البهارات والليمون،فصارت شهيّة الطعم .
لتكملة القصة اضغط على الرقم 3 في السطر التالي 👇