close
غير مصنف

حكاية أبو صير أبو قير

­­

واتفق له في يومٍ من الأيام أنه أخذ حاجةً من رجلٍ من الأعيان ،ثمّ باعها ،وصرف ثمنها وصار صاحبها يجيء إليه في كلّ يومٍ، فلا يجده في الدّكان لأنّه إذا رآه عنده شيء يهرب منه عند الحلاق أبي صير، فلما لم يجده ذلك الرّجل في دكّانه، وأعياه ذلك ،ذهب إلى القاضي وأتاه برسولٍ من طرفه وسمر باب الدكان بحضرة جماعة من المسلمين وختمه لأنه لم ير فيها غير بعض أواني مكسره ولم يجد فيها شيئاً يقوم مقام حاجته، ثم أخذ الرسول المفتاح وقال للجيران: قولوا له يجيء بحاجة هذا الرجل ويأتي ليأخذ مفتاح دكانه.ثمّ ذهب الرجل والرسول إلى حالهما فقال أبو صير لأبي قير: ويحك، فإن كل من جاء لك بحاجةٍ تختفي عندك، أين راح متاع هذا الرّجل ؟ قال : يا جاري ،لقد سرق منّي!!! قال أبو صير: أمرك عجيب ،كلّ من أعطاك حاجةً يسرقها منك لصٌ، هل يعقل هذا ؟ ولكن أظن أنك تكذب، فأخبرني بقصتك يا جاري !!!فأجاب : لم يسرق مني شيء !!!

فقال أبو صير : وما تفعل في متاع النّاس؟ أجابه :كلّ من أعطاني حاجةً أبيعها، وأصرف ثمنها على نفسي ،صاح أبو صير: أيحلّ لك هذا من الله ؟ قال أبو قير : إنّما أفعل هذا لأنّ صنعتي كاسدة، وأنا فقير رغم مهارتي ، فتنهّد أبو صير ،واشتكى له من حاله، وقال: أنا أيضا بارع في الحلاقة ، ولكن قليلا ما يأتيني الحرفاء، لأنّ دكاني صغير، و قد كرهت هذه الصنعة يا أخي.!!! فقال له أبو قير : وأنا أيضاً كرهت حالي،ولكن يا أخي ما الداعي لإقامتنا في هذه البلدة ؟ هلم بنا نسافر، و نتفرج على بلاد الناس، وصنعتنا في أيدينا ، فإذا سافرنا نشم الهواء ،ونرتاح من هذا الهمّ، وما زال أبو قير يزيّن السّفر لأبي صير، حتى رغب في الارتحال، ثم أنهما اتّفقا على السّفر….
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

لتكملة القصة اضغط على الرقم 4 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى