اللي بييجي على المصريين ما بيكسبش أبدًا،
وبعد كم يوم وصل الخبر بتعيين “الفضل بن صالح العباسي” والي، واستمر “عسامة” على الأمر لمدة 3 شهور لحين وصول الوالي الجديد، وقبل خروج “الفضل” مصر مات الخليفة “محمد المهدي” في أول شهر محرم سنة 169هـ، وتولى الخلافة ابنه “موسى الهادي” فأقر ولاية “الفضل” على أعمال مصر وسفرهُ، وبالفعل دخل مصر في يوم الخميس نهاية شهر محرم سنة 169هـ، لما وصل استعمل “عسامة” على عادته الأولى كصاحب الشرطة، وقرر إلغاء كل الأوامر اللي اتسببت في الاضطراب، بعد ما شاف الرشوة والفساد منتشرين في البلد، وحال الشعب بين الفقر والعوز والغلاء، فكانت النهاية المخزية للوالي السالف “موسى المحروق” دليل على إنه اللي بييجي على المصريين نهايته سودا، فكانت البلاد متوترة من عصيان أهل جزيرة الحوف بالوجه البحري قتلة “موسى”، في ج2 من “تاريخ اليعقوبي” بيقول إنه ما اتعرضش لهم بسوء، سكنهم و كف عن طلبهم، لأنه اهتم بأمر “دحية بن مصعب بن الأصبغ الأموي” اشتد، وبدأت نواحي كتير تكاتبه وتعلن مبايعته، وتدعوه للتحرك لدخول الفسطاط، وبالفعل خرج بناحية أهناس من قرى صعيد مصر، كان معاه خلق عظيم من الأتباع والمبايعين له بالخلافة، فقطع الطريق، وأخاف السبيل وتغلب وجبى الخراج..
وهنا قرر “الفضل بن صالح” مواجهته، في ج4 من كتاب “المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار”، بيقول “تقي الدين المقريزي” إن “الفضل” كان جاي ومعاه جيش ضخم من العباسيين في الشام، فسيرهم للجنوب مع قائد اسمه “سفيان”، ومعاه واحد من أهل الفيوم اسمه “عبد الله بن علي المرادي”، لقيا جيش “دحية” في موضع يقال له صحراء بويط، وهناك دارت رحى الحرب، حصلت مناوشات بين الجيشين، فانهزم “دحية” وهرب واستخبى في قرموس وهو الأتون اللي بيتصنع فيه الفخار، هاجموه فيه وقبضوا عليه وقيدوه في الأغلال وأخدون أسير، وجاء الجند على الفسطاط و”دحية” معتقل بين إيديهم، زفوه في الشوارع ووصل أمام “الفضل” فضرب عنقه و صلبه و بعت برأسه على حاضرة الخلافة العباسية، فاستلمها الخليفة “موسى الهادي” هناك، وبكدا أتم مهمته، زادته غرورًا، فكان بيقول: “أنا أولى الناس بولاية مصر لقيامي في أمر دحية، وقد عجز عنه غيري، حتى كفيت أهل مصر أمره”، لكن بعدها عزله “موسى الهادي”، فندم “الفضل” على قتل دحية وأظهر توبة ورجع على بغداد، وهكذا انطوت صفحة الفتنة، ولكن الأحداث الملتهبة في مصر ما انتهتش، مع الوالي الجديد “علي بن سليمان العباسي”، واللي هنكمل حكايتها في مقال جديد.. وللحديث بقية ما دام للعمر بقية..
وفي النهاية المقال دا وغيره لهم حقوق ملكية لا يجوز نقله أو نسخه بدون إذن، وباكتبهم لحضرتك بمحبة خالصة، وعشان يستمر المحتوى بتاعي في الوصول ليك لازم تعمل لايك قبل ما تمشي، ومشاركة، وطبعًا ما تنساش تعمل متابعة للحساب، ويا ريت تشترك في القناة بتاعتي على اليوتيوب في الكومنت الأول..
فوتكم بعافية..
أحمد_الكراني