close
غير مصنف

يحكى أنّ عجوزا كانت راجعة من السّوق تحمل قفّة فيها حاجياتها من خضار ولحم لطبخ طعامها ،وفجأة تعثّرت ،وتمزق نعلها

فبدأتا تصرخان بقوة ،لكن لم يجئ أحد إليهم، وحلّ الظلام ،وأحسّتا بالجوع ،فجاء ملك الجنّ ،فوضع أمامهما صحفتين في أحدهما لحم ،الأخرى خبز جافّ ،فأكلتا اللحم ، فقال :يا لكما من طمّاعتين ،لو أكلتما الخبز، لإنفتحت

الحفرة، وخرجتما ،أمّا الآن فستتحوّلان إلى كلبين عقابا لكما على جشعكما ،ولمّا رجع الإسكافي ،وجد زوجته مضروبة ،ومقيدة اليدين والرّجلين ،وبجانبها كلبان،ففكّ قيودها ،وجرى إلى القصر ،فأحضر منه مرهما من الأعشاب ،دهن به جروح وجهها وجسدها ،وبعد قليل فتح فمه من الدّهشة ،فقد بدأ الجلد يزيد نعومة وصفاء، وعينها تكبران ،حتى أصبح جمال زينب

يخطف الأبصار ،ولم يعد بالإمكان أن يراها أحد دون أن يسبح لله ،وأطلق الكلبان عواءا حزينا،وربضا على الأرض تحت قدميها .

قال لهما الإسكافي :إعلما أن ذلك الذهب مجعول لامتحان الأنفس ،وكلّ من يلمسه يسجن هناك ،ولأنّي لم أخذ شيئا منه رغم حاجتي، أعطاني ملك الجنّ القصر بكلّ ما فيه . ما زلتما لم تفهمان أنّ الجشع داء بني آدم، وأنّ القناعة أوّل الفضائل ،وستبقيان كلبين طول حياتكما ،هذا ما تستحقانه!!!! لكن زينب

بدأت تبكي، وترجّت الإسكافي أن يكلّم ملك الجن ليعيد إليهما صورتهما ،قال لها :سأفعل هذا لأجلك ،لكن لا أريد رؤيتهما أمامي !!! هل فهمت ؟،دخل الإسكافي للقصر ثم أحضر عشبة ،فقال لهما ضعاها في الماء ،ثم اشربانه ،ولما فعلتا ذلك ،رجعتا كما كان ،فأطردهما الإسكافي من دكانه ،وهددهما بالويل والثبور لو رآهما مرة أخرى في دكانه .

كملة القصة اضغط على الرقم9في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى