حكاية قفل ومفتاح
أجاب الكلب :بل أقترح أن تكف عن إصطياد بنات الإنس ،والكف عن أكل من يقع في أيديكم من المسافرين لعل الله يرحمكم ويبارك في نسلكم، فما يحدث لكم هو عقاب على آثامكم !!! لكن ملك الجن رد عليه :لن ترى ذلك وستبقى كلبا تلحس العظم ولن تتزوّج من حبيبتك ،سأذهب الآن وأعدكم أننا سنلتقي قريبا وسأرصف جماجمكم على بوابة قصري ،لقد كان عرضي لك سخيا جدا لكنك رفضته ثم دار وانصرف وهو يتميّز من شدّة الغيظ ،فهذا آخر شيئ كان ينتظره
،وكلّ ذلك لتسامحه ،فلو كان الملوك الذين سبقوه لما فعلوا ذلك ولقتلوا الأمير شيراز على الفور،والآن عظم أمره وصار له حلفاء،
لكن الأمر الذي لم يفهمه هو من أين جاء ذلك الناسك الملعون بكل تلك القوة ،فلقد تحطم رأسه ،وهو يحاول نطحه كأن هناك حائطا من الحجارة حوله،ولما يرجع سيجمع قبيلته للحرب وهو لم يعودوا مثل الأيام الغابرة حين كانوا يرعبون كل الغابة
،والنسل الجديد ضعيف ،لكنه فكّر أنّ محاربة أعدائه سيعطي القبيلة ما ينقصها من القوة والبطش، فمن زمان لم يريقوا الدماء ويقطعوا الرّؤوس ،في تلك الأثناء كان الكلب والفتاة يستعدّان للرّحيل بعدما عرف ملك الجنّ مكانهما ،لكن النّاسك قال لهما :لقد حان الوقت ليدفع الملك ثمن جرائمه ،وإن لم نوقفهم فيواصلون إختطاف الصّبايا ،وقتلهنّ ،قالت الفتاة: وما الذي يمكننا فعله، فلا يغرنّك عجز ملك الجنّ أمامك اليوم ،فهو بارع في السحر!!! نظر الكلب للنّاسك ،وقال: هذا صحيح فالقصر مليئ بالغرف السّرية والسّراديب،
والله وحده يعلم ما فيها ،وهي قديمة من الأزمان الأولى ،أجاب :الناسك هل لا يزال القفل والمفتاح معك ؟ إستغرب الكلب ،وقال له : لماذا تسأل ،هل تنوي اخول للقصر ؟ ردّ النّاسك: سنضربه في عقر داره قبل أن يوحّد قومه ،ويصعب إيقاف بلائه …
…
يتبع الحلقة 5
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹