حكاية قفل ومفتاح
حكاية قفل ومفتاح
من الفولكلور السّوري
مصادفة غريبة مع ملك الجنّ (حلقة 4 )
لمّا إقترب العفريت الذي إتخذ هيئة خنزير برّي من مكان النار، وجد كهفا أمامه ناسك يتعبّد ،فقال له :أنصحك بتسليم الفتاة والكلب، وسأتركك تعيش!!! لكن الرّجل واصل عبادته ،ولم يهتم به ،فغضب الخنزير وأخذ يفرك حوافره في الأرض ،ولما جرى لينطح الناسك ،إصطدم جبينه بشيئ صلب جعله يقع على ظهره ،ويتلوّى من الألم ،ولمّا وقف وجد الناسك ينظر إليه بحدةّ ،
وقال له : هل ما زلت تريد الدخول إلى الكهف ؟ عرف ملك الجنّ أن هذا الرّجل ليس كغيره من النّساك ،ولن تنفع معه القوّة، فأراد أن يستعمل الحيلة، وقال له: إذا كنت تريد جارية فسأحضر لك واحدة شقراء شعرها مثل الذهب ،وإذا تريد كلبا فسأهديك واحدا لا يسابقه الرّيح ،قال الناسك :نهايتكم ستكون على يد تلك الفتاة والكلب الأسود، وستختفون من الوجود!!! بانت الحيرة على وجه الملك ،وسأله: ويحك كأنك تعرفني ؟ قال النّاسك نعم ، ألا تذكر ما فعلته مع أمّي ؟ حك العفريت رأسه وأجاب لا أذكر أني شاهدتك أو إلتقيت بك !!!
أجاب النّاسك : معك حقّ فلقد مرّ زمن طويل على الحادثة، لقد جاءوك في أحد الأيام بفتاة شابة، ولما علمت بسحرك أنّها حامل في شهرها الثاني رميتها في الغابة لتأكلها السباع ،ولم ترحم توسلاتها، قال ملك الجنّ: ربما حدث ذلك ،لكن من أين أتيت بهذه الحكاية العجيبة ؟ ردّ الناسك :أنا إبن تلك الفتاة المسكينة ولقد ماتت بعد ولادتي بأشهر ،وكان هناك رجل من الجنّ يحمل لنا الطعام والشراب ذات ليلة نظرت لأمي فإذا بها لا تتحرك، وأحسست بالجوع،
فزحفت على ركبتي حتى وصلت إلى هذا الكهف، وكنت أعتقد أني سأموت، في ذلك الوقت خرج الكلب، وأخذ يسمع ،ثم صاح متعجّبا: سبحان الله أنت هو ذلك الولد الصّغير، هذا لا يصدّق ؟ لقد إقترحت على أمّك الركوب على ظهري والرّجوع إلى أهلها ،لكنّها خافت أن يعلموا بالمولود ،وفضّلت أن تربّيك رغم كلّ الظروف .
إبتلع ملك الجن ريقه أمام هذه المفاجأة ،ثم قال :أنا الوحيد الذي أقدر على نزع السحر عن الكلب ومقابل ذلك يعطيني القفل والمفتاح ويتعهد بعدم الإقتراب من مملكتي، أمّا ما سرقه من ياقوت وزمرد فهو حلال له !!!
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹