حكاية قفل ومفتاح
وأدركت الفتاة بإحساسها أنّ ذلك الكلب فتى مسحور، ووراءه سر كبير، ولا بدّ أن تعرفه ،وفي الغد تعطّرت ،وطلت شفتيها بصباغ وردي جميل، وجلست تنتظر الكلب ،وكعادته ظهر فجأة أمامها ،وفي يده طبق الطعام والشّراب ،فمسحت على رأسه ،ودعته للأكل معها فتردّد قليلا ،ونظر إليها،
لكنّها إبتسمت له ،فلم يستطع أن يقاوم جمالها ،وقال : حسنا لقمة واحدة لا غير، وإلا نالني العقاب الشّديد !!! أطعمته الفتاة ،وقالت له: لقمة أخرى تشتهيها عيناك، ولما أكل ،قالت: واحدة أخرى يتذوّقها لسانك ،وكلّ مرّة تمدّ له الطعام فيأكل. ولمّا شبع، قال لها : أنت في خطر،
وبعد يومين سيأتي سيدي ملك الجنّ ويتزوّجك ،و مرّة في الشّهر ليلة إكتمال القمر يتحوّل إلى شاب وسيم، ويتزوج بنتا من الإنس آتيه بها كلّ شهر،وهكذا الحال منذ سنوات طويلة .
أجابت الفتاة: وأين المشكلة في ذلك ؟ ليست هذه أوّل مرّة يتزوّج الجنّ من الإنس !!! أجابها :ليس كل الجن مثل بعض، وهؤلاء عاشوا منذ أقدم الأزمان، وهم يأكلون الناس ،وهذا الجنس قد هرم وتناقصت أعداده لذلك فإن الملك يتزوج من إنسية ليكون لهم نسل جديد ،
ولما يكبر الجنين في بطن أمه فستتحوّل إلى طعام له ،ومن أتيت بهنّ كثيرات ،وكلّما تدعو امرأة على إبنتها أحضرها لملك الجنّ. توقّفت الفتاة عن الأكل، وصاحت في ذعر : يعني أني سأموت ؟ أجابها: لا ،وكلّ هذا يجب أن ينتهي ،وبعدما إعترضت عمّا يفعلونه حولني الملك لكلب، لقد عشنا طويلا، والآن إنتهى زمننا،إسمعي ، لا بد أن نهرب، المشكلة أنّ الدّخول و الخروج من القصر صعب، لأنّ الوحيد الذي يقدر على فتح البوابة هو الملك ،
وفي رقبته هناك سلسلة يتوارثونها أبا عن جد فيها قفل ومفتاح ،ويجب الإحتيال عليه لسرقتهما، سألته وكيف ذلك؟ أجابها: ليلة إكتمال القمر سأحضر لك شرابا مسكّرا أصنعه من الرّمان، فاسقيه حتى ينام، واخلعي السّلسلة من رقبته ، ثم ناديني لكي نخرج معا ،بعد ذلك قال لها: سأذهب الآن ،فالعيون كثيرة في القصر ،والجنّ يحذرون منّي كثيرا ،نفّذي ما قلت لك عليه ،وسنهرب من هذا القصر .
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹