الأميرة_البكماء (قصة كاملة )
،وهذا يألمه ،ودفعه للسّكوت فلم يعد يقصّ لي حكاياته الجميلة ،كما كان يفعل من قبل !!!،فكّر إسماعيل قليلا ثمّ قال :لقد تعوّد الناّس على حياة الدّعة والتّرف ،وأصبحوا يهتمّون بنقل الأخبار ،يبدو أنّي أكثرت من اللين معهم، وسأعاقب كلّ من يتعرّض لك أو لزوجك ،أجابته: لا داعي لذلك يا أبي ،غدا سأحزم أمتعتي، وأرحل إلى القرية التي يعيش فيها زوجي ،وحتى لمّا ذهبت لم تسكت ألسنة السّوء .
عاشت الأميرة مع نادر الوجود ،وكان يحبّ الرّمي بالقوس ،ولا يخطأ أبدا هدفه وعلّم بدر البدور فبرعت في ذلك أيضا ،وأصبحت أكثر قوّة ،وتأكل من الفرائس التي تصطادها أحد الأيّام توغّلا في البادية يتبعان قطيعا من الظباء حتى إبتعدا كثيرا عن القرية ،وفجأة لاح من بعيد غبار كثيف وشاهدا جيشا من الفرسان يتقدم نحو مملكة إسماعيل، فاقتربا من القوم ،وسمعا أحد الجنود يقول للآخر: لقد تقدّم إسماعيل في السّن ،وليس له من يخلفه سوى جارية ضعيفة ،وزوجها حكواتي لا يصلح للحرب ولا للتّدبير، ولن يحتاج الأمر لعناء كبير كي نهزمه، ونتقاسم ما عنده من غنائم …
قال نادر الوجود لإمرأته بنت السّلطان :أبوك في خطر،لا بدّ أن نجد حلا لإبعاد هؤلاء الغزاة !!! فردّت عليه :وما الذي يمكننا فعله ،ونحن بمفردنا ؟ فالتفت حوله ،ورأى ظبيا يرعى غير بعيد عن الجيش ،فقال لها عندي فكرة، سنرميه معا في رأسه ، وسأتركي الباقي لي !!! كان محمّد بن همّام ملك تبسّة يسير في المقدّمة ،فرأى سهما يطير في الهواء، ويصيب رأس الظّبي، الذي يبدأ يترنّح، فتعجّب من دقّة الرّمية، وزاد تعجبّه لمّا رأى جارية ترميه بسهم آخر في جبينه ،ويسقط دون حراك . فأرسل الملك في طلب الولد والفتاة ،فوجد أنهما لا يزالان صغيرين ،فسألهما عن حالهما، فأجاباه أنّهما من عبيد منصور أرسلهما ليصيدا له شيئا يأكله ،وأنّ كلّ العبيد والجواري عنده يحسنون الرّمي وهم يتعلّمون ذلك في القصر ،ثمّ حكى له عن الأميرة التي أعدّها أبوها للحرب منذ مولدها ،ويكتم ذلك ،حتى يفاجئ بها أعداءه .
لتكملة القصة اضغط على الرقم 8 في السطر التالي 👇