الأميرة_البكماء (قصة كاملة )
فقصّ عليه الحكاية ،فإندهش إسماعيل من ذكائه ،وقال له :ليشهد الجميع أنّي أعطيتك نصف مملكتي ،ونصف مالي كما وعدت ،وليعلم الحاضر الغائب ،وسأرسل المنادي في الأسواق لتعمّ الأفراح في المملكة سبعة أيام ،وسبعة ليالي ،والكلّ يشبع من الطعام ،وسأتصدّق حتى لا يبقى فقير واحد عندنا !!! حين سمع الوزير كلام السّلطان تحيّر،فكيف سيصبح ذلك الصعلوك بين عشية وضحاها أميرا على نصف المملكة ،وله ثروة كبيرة لم يتعب عليها،وماذا ربح هو مقابل تعبه ؟ ضيعة صغيرة لا تساوي شيئا أمام ما حصل عليه الولد من الضّياع والمواشي والأموال ،وقال في نفسه: لا بدّ أن يفسد هذا الزّواج ،ولم أكن أتصوّر أن السّلطان سينفّذ وعده ،فهذا كثير جدا ،والأدهى من ذلك فلو توفّي سيصعد الولد على العرش ،ويصير السلطان ،وهذا ما لا أقبل به أبدا ،فأنا الأحقّ بذلك .
وفي الغد ذهب الوزير إلى عجوزة السّتوت، وطلب منها أن تصنع له سحرا من يشربه يفقد عقله ،فضحكت وقالت : سأحضر لك ما تطلبه ما دمت تدفع بسخاء ،وبعد يومين أحضرت له قارورة صغيرة فيها سائل أحمر اللون ،وقالت له :إسمع !!! قطرة واحدة يجعل المرء ينسى أمّه التي أنجبته، وأوصيك بالحذر ،فهو لا علاج له …
أمّا السّلطان فأصبح يستدعي في كلّ أمسية نادر الوجود ليقص عليه حكاياته ،وذات يوم حكى له عن ملك ذهب للصّيد ،فوجد خيمة أعرابي ،وطلب منه أن يشرب ،فحلب ناقته ،وملأ قدحين من اللبن ،فجاءت ذبابة وسقطت في قدحه ،فأخرجها بطرف إصبعه ،واستكره أن يشرب منه ،فأخذ طبقا ،ووضع فيه القدح ناحية الملك ،وملأ واحدا آخر،وجعله ناحيته ،لكن الملك تفطن له ،ولمّا إقترب منه ،قال له :ما أجمل ذلك الطائر، وحين إلتفت البدوي أدار الملك الطبق، ،وأخذ اللّبن السّليم ،وأصبحت عادة لديه يفعلها كلّما جلس للشّراب مع أحد .
لتكملة القصة اضغط على الرقم 6 في السطر التالي 👇