ملك له بستان في قصره
يتبع ..
إستتيقظ الأمير من النوم فأحسّ أن رأسه تألمه بشدّة ،نظر حوله فرأى حيطانا عفنة، وكوة صغيرة يدخل منها نور ضعيف ،فرك عينيه ،وحاول أن يتذكّر ما حصل البارحة ،لقد كان مع أبيه وإخوته على طاولة الطعام، وفجأة أحسّ برغبة لا تقاوم في النّوم ،من المأكّد أنّ أحدهم دسّ له شيئا في طبقه أو شرابه ،ولكن لماذا قام بذك ؟
جلس في ركن يفكّر، وقد أصبح ذهنه أكثر صفاءا ،ثمّ قال : آه طبعا !!! إنهما أخواي ،لقد حاولا قتلي ، لكي لا أحصل للطائر ،وهما يعيدان الكرّة ،والآن سأبقى في هذا المكان الرّطب حتى أموت جوعا وعطشا .حانت منه إلتفاتة إلى الكرة الزّجاجية، فأخذها ومسح عليها فرأى فرسان أبيه يبتعدون ،فبكى على حاله، وقال : حتى لو وصلوا إلى مملكة الجنّ في جبل السّحاب فلن يتمكّنوا من إنقاذ نور النّدى دون مساعدة الأغوال ،ولا يعرف أخواي المأزق اللّذان وضعا نفسيهما فيه ،فدون دليل يعرف تلك الأرض سيهلك الجيش، وفيهم قوّاد أبي وخاصّته .
،ثمّ إلتفت حوله ،وقال : آه لو كان الشّيخ يسمعني، لجاء وأخرجني من هنا ،بينما هو غارق في أفكاره ، سمع صوت لقلق في الكوّة ،ثم طار، ودخل إلى عشّه في الحائط ،صعد الفتى على كرسي، ونظر هناك،فرأى حفرة ،ثم قال لا شكّ أنّ هذه الجهة رخوة ،وإلا لما تمكّن الطائر من بناء عشّه فيها ،خاف اللقلق على صغاره ،فبدأ يصيح ،ويرفرف بجناحيه ،قال له الأمير: لا تغضب، لو نجوت ،سأضع عشّك في نافذة مطبخ القصر، وستشبع مع فراخك من الطعام !!!
فجأة هدأ الطائر ،ونظر إليه بإمتنان فتعجّب الفتى، وهتف: كأنّك فهمت ما أقول ؟ هزّ رأسه ،فصاح : جيّد !!! إذن أطلب من أصدقائك أن ينقروا الحائط من هذه النّاحية، فهو هشّ ،وإن كنت محظوظا فسينهار دون صعوبة .خرج الطائر،وبعد قليل سمع الفتى صوت طيور اللقلق، وهي تضرب الجدار بقوّة ،حتى أحدت فتحة ،تسلل منها ، وقال للطيور : لن أنس جميلكم ،أجابت اللقالق : فضل أبيك سابق علينا ،كيف يمكن أن نساعدك ؟
لتكملة القصة اضغط على الرقم 11 في السطر التالي 👇