close
غير مصنف

خيانة ابن العلقمي…وكيف تورث الخيانة الذل لأصحابها ؟*

­­ ­
رسم ابن العلقمي خُطته التي تمهد للاجتياح التتري، وبدأ في إضعاف الاقتصاد، فكان ينهل من خزائن الدولة ولا يتوقّف عن تبديدها في الولائم والتفاهات التي كانت تروق للخليفة المُغيّب، ثم شرع في إضعاف الجيش حتى تبقى حاضرة الخلافة بلا قوة تحميها، فحارب الجند في أرزاقهم وأسقط أسماءهم من الديوان وصادر ممتلكاتهم، وبلغ الفقر منهم مبلغا عظيما، حتى أنهم كانوا يتسوّلون في شوارع بغداد، وأصبح الشعراء يرثونهم في أشعارهم، كما قام الوزير بتسريح كثير من الجنود، فانخفض عدد الجيش من مائة ألف إلى عشرة آلاف.
بعد أن اطمأن ابن العلقمي إلى القضاء على القوة الضاربة في الجيش الإسلامي، انتقل إلى الخطوة التي تليها وهي مراسلة التتار وإغراء زعيمهم هولاكو في احتلال بغداد، فأظهر له ضعف الجيش عن حماية الدولة، وأنّ عليه أن يجتاح بغداد، وتنصيبه ملكا عليها يحكمها في ظل التتار.
وبلغ من خبثه أنه كان إذا أراد مراسلتهم، أخذ أحد رجاله وحلق رأسه وكتب عليه بوخز الإبر، ثم غطي رأسه بالكحل وحبسه لديه حتى ينمو شعره، ثم يرسله إليهم، فيطلب منهم الرجل أن يحلقوا شعره لقراءة الرسالة التي لا يدري عنها شيئا، فيجدوا في آخر الرسالة (قطعوا الورقة)، فيفهم التتار المقصود فيقتلوا الرسول.
وخرج ابن العلقمي للاجتماع بهولاكو بعد أن نهى عامة الناس عن قتاله، ثم عاد إلى الخليفة وأوهمه أن ملك التتار يريد مصالحته على أن يكون له نصف خراج العراق، والنصف الآخر للخليفة، ومن ناحية أخرى أقنع هولاكو ألا يقبل من الخليفة صُلحا.

لتكملة القصة اضغط على الرقم 3 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى