كان هناك عابداً من بني إسرائـ٠يل كان يعبد الله عز وجل أربعين سنة ، ولم يصبر عليه الشيطان

قال لهم : إن الشيطان قد أتاها وصرعها وذهب بها ، ولا أدري إلى أين ، فأخذوا يبحثون عنها ، فلما أيسوا رجعوا إلى بيوتهم وقد صدقوا ذلك العابد ، فرجعوا إلى البيوت.
فجاء الشيطان في المنام إلى الثلاثة الذين كانوا يبحثون عن الفتاة فقال لكل واحد منهم : إن أختكم وجاريتكم لم يذهب بها الشيطان ، إنما قتلها ذلك العابد بعد أن زنى بها ، قتلها ودفنها عند جبل كذا وكذا ، فلما استيقظوا قال الأخ الأصغر : أنا رأيت في المنام كذا وكذا ، فقال الأوسط : وأنا كذلك ، وقال الكبير : وأنا كذلك
لكنهم ذهبوا إلى العابد فقالوا له : رأينا في المنام كذا وكذا
فقال لهم : تتهموني وأنا العابد؟!
تتهموني وأنا المصلي الراكع الساجد؟!
تتهموني بهذا؟!
قالوا : لا والله لا نتهمك.
ثم رجعوا إلى أنفسهم ، فجاءهم الشيطان مرة أخرى وقال لهم : لقد كذب عليكم مرة ثانية ، اذهبوا إلى مكان كذا وكذا ، وسوف ترون بعض ثيابها لم يُدفن ، فذهبوا إلى المكان ، فحفروا فإذا بأختهم مقتولة ، وإذا بجنينها معها ، فذهبوا إلى ذلك العابد وقالوا له : كذبت علينا قاتلك الله! فأخبروا الملك ، فأمر بصلبه ، فهدموا صومعته ومسجده ، ثم ربطوا عنقه بحبل وجروه بين الناس ليفتضح أمره ، ثم جيء به إلى الملك أمام الناس ليقتل ويُصلب ، فجاءه الشيطان فقال له: هل عرفتني؟
قال : لم أعرفك!
قال: أنا الذي عبدتُ الله معك سنة كاملة ، وعلمتُك الكلمات قال له: ماذا تريد؟
قال: إنك إن قُتلتَ افتضح أمرك ، وإن قُتلتَ تكلم الناس على أمثالك من العباد ، قال : كيف المخْلَص؟
قال : هل تريد أن تتخلص من هذا الذي أنت فيه؟
قال : نعم
قال : ولا يراك الناس؟
قال: نعم
قال: اسجد لي سجدة واحدة وأنا أخلصك مما أنت فيه
فلما استكان له واستجاب له وهو يريد الخلاص ، سجد له سجدة واحدة ، فلما سجد قال الشيطان له : إني بريء منك ، فقتله الملك على الكفر بالله جل وعلا..
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹