يحكى أن امرأة أقامت عند زوجها سنين كثيرة لم تحمل فيها وذات يوم كانت راجعة فيه مع زوجها إ
واسعا في وسطه بركة ماء تترقرق أمواجها الناعمة
وتسبح فيها الأسماك الملونة
وتتنقل على أطرافها الطيور وتحيط بها الأشجار المزهرة من شتى الأنواع ونزلت إلى حديقة القصر وأخذت تتسلى وتمرح حتى كان المساء فرجعت إلى مخدعها وقدمت لها الخادمة بعد عشاء فاخر فنجان قهوة فشربته فأحست بنعاس لذيذ فأوت
إلى فراشها واستسلمت لنوم عميق.
وفي الصباح نهضت الفتاة على رائحة الأزهار وشدو العصافير فأحست بالراحة على الأقل لا تسمع هنا صياح أمها وقولها المستمر بأنها لا تصلح لشيئ فما الذي يستفعله لما تعلم أنها
تعيش حياة الأميرات
كان الكلب يجيئها بأحسن الطعام وأفخر اللباس ومواد الزينة ولما سألته لماذا يفعل ذلك أجابها ليلة إكتمال القمر سيأتي سيدي ويتزوجك فكوني في أحسن حال وكل مرة تحاول
الفتاة معرفة من هو سيده وكيف شكله
كان يجيبها بأنه جميل الوجه كالبدر وسيعجبها لم يكن أمام الفتاة ما تصنعه سوى تخيل ذلك الفتى الذي سيأتي للزواج منها لكن السؤال الذي لم تعرفه هو لماذا إختارها هي من دون البنات وهل هو من الإنس أم الجن
أمضت البنت بقية الأيام وهي تتفرج على الزهور وتدور في
القصر وتعجبت لأنه لم يكن هناك أحد لا من الحراس أو الخدم
ولا ترى سوى الكلب الذي يظهر أمامها ثم يختفي كأن الأرض
إبتلعته وفي الأخير عرفت أن هناك بابا لا تراه العين يدخل منه
الكلب ويخرج
وذلك يجعلها تحس بالخۏف فماذا يوجد خلف ذلك الباب ومن يضمن لها أن مخلوقات مرعبة لن تأتيها في الليل لما تكون
مستغرقة في النوم . كانت الفتاة لطيفة وجميلة وقد زادتها أثواب الحرير والزينة التي على وجهها فتنة وحسنا وصار الكلب يتأخر في الإنصراف ويجلس إلى جانبها وهو يحرك ذنبه بسعادة
وأدركت الفتاة بإحساسها أن ذلك الكلب فتى مسحور ووراءه سر كبير ولا بد أن تعرفه وفي الغد تعطرت وطلت شفتيها بصباغ وردي جميل وجلست تنتظر الكلب وكعادته ظهر فجأة أمامها وفي يده طبق الطعام والشراب فمسحت على رأسه ودعته للأكل معها فتردد قليلا ونظر إليها
لمتابعة القراءة اضغط 3 في السطر التالي