مضى على غيابه
الله؟! وكانت والدة صاحب الدار نائمة فاستيقظت على الضجيج وأطلت من
نافذة علّيتها فرأت زوجها بشحمه ولحمه فكادت تعقد الدهشة لسانها لكنها
ما لبثت أن قالت دعوه، دعه يا ربيعة دعه يا ولدى إنه أبوك، انصرفوا عنه يا
قوم بارك الله عليكم، حذار يا أبا عبد الرحمن إن هذا الذى تتصدى له ولدك
وفلذة كبدك، فما كادت كلماتها تلامس
الآذان حتى أقبل فروخ على ربيعة وجعل يضمه ويعانقه، وأقبل ربيعة على فروخ وطفق يقبل يديه وعنقه ورأسه وانفض عنهما الناس ونزلت أم ربيعة
تسلم على زوجها الذى ما كانت تظن ظناً أنها ستلقاه على هذه الأرض بعد ان
انقطعت أخباره مدة تقارب ثلث قرن من الزمان، جلس فروخ الى زوجته
وطفق يحدثها عن احواله ويكشف لها عن اسباب انقطاع أخباره ولكنها كانت فى شغل شاغل عن كثير مما يقول فلقد كدر عليها فرحتها بلقائه واجتماع شمله بولده، خوفها من غضبه على إضاعة كل ما أودعه لديها من مال، كانت تقول فى نفسها ماذا لو سألنى الآن عن ذلك المبلغ الكبير الذى تركه أمانة عندى وأوصانى أن أنفق منه بالمعروف؟! أيقنعه قولى له إننى أنفقت ما تركه عندى على تربية ابنه وتعليمه؟ وهل تبلغ نفقة ولد ثلاثين ألف دينار؟ أيصدق أن يد ابنه أندى من السحاب وأنه لا يبقى على دينار ولا درهم وأن المدينة كلها تعلم أنه أنفق على إخوانه فى الله الآلاف المؤلفة؟ وفيما كانت أم ربيعة فى هواجسها هذه، التفت إليها زوجها وقال لقد جئتك يا أم ربيعة بأربعة آلاف دينار فأخرجى المال الذى أودعته عندك لنضم هذا إليه ونشترى بالمال كله بستانا أو عقاراً نعيش فيه ما امتدت بنا الحياة، فتشغالت عنه ولم تجبه بشئ، فأعاد عليها الطلب وقال هيا أين المال حتى أضم إليه ما معى؟
لتكملة القصة اضغط على الرقم4 في السطر التالي