عاش في قديم الزمان شاب وأخته لوحدهما عيشة هناء واستقرار كان الشاب يسعى وراء عمله والفتاة تقوم بأعمال البيت لا ينغص صفوهما ولا يتدخل في شئونهما أحد إلى أن كان ذات يوم عندما أبدى الولد لأخته رغبته في الزواج من إحدى الفتيات ففرحت أخته بذلك وحثته على الإسراع في الزواج
ومستغربة أتسخر مني بكلامك هذا تطلب مني أزوجك ابنتي ومن متى كان لدي أبناء أو بنات
لو كان لي أبناء أو بنات لساعدوني وأعانوني ولجلست في بيتي بدلا من السير في الطرقات أتسول وأجمع عيدان الحطب كيف تسألني هذا السؤال وأنت تعرف أني أعيش لوحدي
أثرت عليه بلهجتها خاصة وهو على معرفة بحالتها فلم يشأ ساعتها أن يدخل في جدال وتحد معها من أول يوم يفاجئها فيه بمعرفته بوجود فتاة في بيتها وبحبه لها
فلاذ بالصمت وترك العجوز تسير في سبيلها وهي موقنة أن أمر الفتاة غدى معروفا ولم يعد سرا وانصرف لحاله وحواسه ومشاعره مشدودة نحو الفتاة التي بقي يراقبها من نافذة بيته كلما طلعت سطح البيت ليزداد تعلقا بها واصرارا على الزواج منها
أخذ يستوقف العجوز يوما وراء يوم ويكرر لها طلبه في الزواج من الفتاة وهي تكرر له نكرانها ويعود ويدخل في تحد معها عن وجود الفتاة وهي ترفض الحديث إلا أنه ضيق عليها الخناق ذات يوم وقال لها
إني أشاهد الفتاة باستمرار من نافذة بيتي ومتأكد من وجودها في بيتك وإذا كنت تريدين أن اكذب نفسي واصدقك دعيني أفتش البيت بنفسي.
ابتسمت له العجوز التي كانت قد أخذت حيطتها وأخفت الفتاة في حصير طوته وركزته في زاوية البيت وقالت له
البيت بيتك فتشها كما تريد
أخذ الرجل يفتش زوايا البيت زاوية بعد أخرى حتى وصل إلى الحصير المطوي وهزه بيده فلقاه ثقيلا فتناوله بكلتا يدية من الزاوية ووضعه برفق على الأرض وراح ينشره في القاعة لتخرج منه الفتاة فأوقفها لتبقى في مواجهة العجوز وهو يقول لها أريد منك أن تزوجيني بها.
وجدت العجوز أنه لا مفر لها من مفارقة الفتاة فقررت المباعدة والمغالاة في المهر لعله يعجز عن ذلك فأجابته قائلة
أريد منك كيس ذهب وكيس فضة مهرا لها
قال لحسن التطواني لها لك ما تطلبين.
لتكملة القصة اضغط على الرقم 8 في السطر التالي 👇