close
غير مصنف

يحكى أنّ عجوزا كانت راجعة من السّوق تحمل قفّة فيها حاجياتها من خضار ولحم لطبخ طعامها

­­

،وقال :تفضلي، فجالت بعينيها على الطعام ،وقالت :في دار أمي آكل أحسن من هذا !!! أجابها :التي تريد أن تهنأ في حياتها يجب أن تقبل الحلو والمرّ ،فقالت له بضيق : إحتفظ بالمرّ لنفسك ،ولا تنتظر أن أشاركك فيه ،هيا إحمل لي طعاما لائقا ،ولا تفسد ليلة عرسي !!! فمدّ يديه ، وأكل حتى شبع ،وهي تنظر إليه وتكاد تتميز من الغيظ ،ثم طبخ كوبا من الشّاي ،وقال لها : إمضي هذه الليلة هنا ،وغدا سآتيك بعربة ترجعك إلى دار أمّك ،وحلال لك الملابس التي إشتريتها لك ،والآن عن إذنك سأسهر ،فأمامي بعض العمل لأقوم به ،فقالت في نفسها : هذا أفضل ،فقد قيل دكان مغلق أفضل من كراء زهيد
في الصباح رجعت البنت صبية لدارهم ،وبعد أسبوع مرّت العجوز على الإسكافي لتصلح شيئا فعمل مثل المرة السابقة ،وطلب منها أن تخطب له بنت الحلال ،فأجابته :لكني فعلت ذلك ،وإبنة جارتي فطومة لا ينقصها شيئ ،وأنا أحس بالخجل من تلك المرأة ،وأخاف أن أذهب لدارها ،أجاب الإسكافي لم أقصد أن أسبّب لك إحراجا مع جيرانك لكن تعلمين أن الزواج قسمة ونصيب ،وأنا لم أحس أن لي مكتوب مع تلك الفتاة ،فقالت له حسنا ،سأرجع لجارتي فلها بنت أخرى أصغر من الأولى ،أجابها شرطي باق كما هو ولن يتغير رجعت العجوز لدارها ،ثم قالت سأذهب لفطومة وأعرف ما جرى ،لما دقت الباب فتحت لها وأدخلتها ،ثم بدأت تحكي على أحوالها ولم تقل شيئا عن الطلاق ،إلى أن قالت لها إبنة المرأة ذلك الرجل بخيل ويريد تجويعي ،هكذا أفضل ،قالت العجوز لقد طلب منّي خطبة الوسطى ،فما رأيك ربما يكون حضها أحسن فوافقت الجارة ويوم العرس تلحفت وركبت العربة مع الإسكافي .
لمّا وصلت للدّكان فتح لها تلك الغرفة ،فدخلت ،ثم قالت في نفسها :هذا الرجل يكسب جيّدا فهناك كثير من الأحذية ،والرفوف مليئة والجلد والغراء والمسامير، فلماذا يقتر على نفسه في مسكنه وملبسه ؟ نظرت لوجهه فرأت أنّه لا يزال شابّا ،وشكله ليس سيّئا ،لكن لن تطيق هذا الفقر، وحين وضع العشاء ،قالت له: كنت أظن أنك ستحسّن طريقة استقبال زوجتك ليلة عرسها ،وتدللها كما يفعل الرّجال !!! وإذا بي أجد نفس الطعام الذي قدمته لأختي ،هل هذا هو العيش الذي ستقدمه لي ؟ غرفة صغيرة دون أثاث ،وطعام لا ترضى به الكلاب !!!

لتكملة القصة اضغط على الرقم 3 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى