close
غير مصنف

من أجمل ماقرأت/قصة واقعية

­­ ­
أخبرني بأنه يستثقلُ عليها بأن تكون فيه وحيدةً وقتََ خروجهِ إلى عمله…

كنت أستغربُ كيف يجدُ وقتاً لكل ذلك ،،، وكنت أنا أساعدها في تناول وجباتها وأخذ أدويتها فقط….

هذا كل دوري…

أحببتُ علاقتَه بها جداً ، وكان مُتعلقاً بها أكثر ،
وكان يستيقظ في الليل على الأقل ثلاثَ مرات لينقلها من جانب لآخر حتي لا تُصابَ بقُرح الفِراش وليطمئنَّ عليها….

كان مع كل مُناسبةٍ يُحضرُ لها ملابسَ جديدة ،، ويُشعرها بجوّ تلك المناسبة …

وفي أحدى المرّات كان قد نسي إحضار حفّاظٍ لها،،، وعندما استيقظ ليلاً للاطمئنان عليها شمَّ رائحةَ قذارة فعرف أنها قد أطلقَتها علي نفسها ،،،

كانت تبكي جداً وتقول آسفةً:
حدَثَ ذلك رغماً عني…
كان مُنهمكاً في تنظيفها وهي تبكي وتقول : أنت لا تستحقّ مني ذلك..
هذا ليس جزاءً لائقاً بك ،، أدعو الله أن يُعجّلَ بما بَقي لي من أيام…

أخبرها قائلاً : أفعلُ ذلك يا أمي بنفسِ درجةِ الرّضا التي كنتِ تفعليها بي في صِغَري.

وأنا،،،لمّا رأيتُ هذا المشهد تملّكَني البكاء وسَرى في خاطري …أن هذا الرجل هو فعلاً رزقٌ من الله سبحانه…

أنجَبتُ منه ولداً ،،،
تمنّيت أن يكونَ مثلَه في كل شئ ،،
فحملتُه وذهبتُ به إلى جدّته ووضعتهُ في حُضنها وقلتُ لها : أريدهُ مثل ابنك… فابتسمَت وقالت :
إبني أنا رزقٌ لي ،،
والرزق بيد الله عزيزتي ،، فادعي اللهَ أن يُربّي إبنَكِ لكِ…

كانت حياته كُلها بركةٌ وخير ، لم يتذمّر منها قط لا أمامي ولا أمام غيري….
وكانت رائحتهُ تفوحُ بالبِرّ بأمه حتى ظننتُ أنها،،،
تكفي جميعَ العاقّين لوالديهم…..

هذا الابنُ البارّ … هو فضيلة الشيخ العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي…

نحن لا نقُصُّ القصَصَ لينامَ الأطفال…
بل ليستيقِظ النساءُ والرّجال…

اللهم ليسَ لنا من الأمر إلا ما قضَيت،

ولا من الخيرِ إلا ما أعطيت،

فاجعل لنا في كل لحظةٍ حظّاً من عبادتِكَ، ونصيباً من شُكرِك.

أسعَدَكم اللهُ بطاعتهِ وشكرهِ وحُسنِ عبادته.

الصفحة السابقة 1 2 3 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى