close
غير مصنف

حرب _بدون _ راء

­­ ­

” إنتهتِ الحربُ و ها أنا أتسكعُ في الشارعِ الذي ترعرنا في أزقتهِ سويا، لا شيء تغير.. رائحة أشجارِ الصنوبر التي تحفُّ الطريقَ، الموسيقى الكلاسيكية التي تعلُو من أبواقِ حافلةِ بيعِ المثلجات هناكَ في الزاوية و أصواتُ الأطفال و هم يلعبُونَ في الساحةِ العامةِ المقابلةِ لمنزلكِ الذي لم تغيروا لون طلاء حيطانه بعد كل هذا الوقت ! يا إلهي كل شيءٍ بقيَ على حالهِ إلا أنا.. غيرتني الحرب، فقدت سبابتي و شوَّهت الشظايا وجهي و قُطِّع ظهري من أثر السياط لكني مازلت أحمل قلبًا لا ينبض إلا لكِ..

أود أن أعبر لك عن مدى أسفي لظهورِي المفاجئ بعد 6 سنواتٍ مضت، واقفًا قبالةَ منزلكِ و أحمل بيدي باقة أزهارِ ” توليب ” التي تحبينَ شذاها.. بإمكاني رؤيةُ بطنكِ البارزة على بعد عشرينَ مترًا و أنت تداعبينَ زوجكِ بينما يعتني بالأزهار و تبتسمينَ له كأنني لم أكُن من قبلُ..

تلكَ الإبتسامةُ التي كانت سببًا في بقائي حيا لسِت سنواتٍ على أرضٍ غريبة هي السبب في موتي اليومَ غريبًا على أرضِ الوطن، الأرض التي سأَدفنُـ.. ”

لم أستطع معرفةَ ما جاء في نهاية الرسالة لأن الماءَ تسرب إلى داخل الكيسِ و أتلفَ بقيتهَا، ما أثار في نفسي فضولاً كبيرًا جعل رسالة الجندي شغلي الشاغلُ فبحثت في الباحةِ لعدةِ أيام على أملِ أن أجد شيئا و لكنني لم أفعَل، قرأت الرسالتينِ مرات عديدة و حدقتُّ مطولاً إلى صورةِ تلكَ الفتاةِ في كل مرة كنت أخلدُ فيها إلى الفراش..

لطالما كفرتُ بالصُدفِ و آمنتُ بأن كل شيء يحدثُ لسببٍ معين و لا بد من أن يكونَ لهذا سبب..

في بادىء ذي أمر أسررتُ الأمر في نفسي و لكنه أصبحَ هاجسا يؤرقني و عبئا يُثقِلُ كاهلي..

شعرتُ و كأنني مُكلف بإيصال رسالةِ الجندي ” جايكوب ” إلى حبيبتُه..

فقررتُ إخبارَ عائلتي لعلهم يقدمون لي يدَ العونِ..
كان ذلك بعدَ سبعة عشر يومًا من إيجادِ الرسالة، بينما كنتُ أتناول العشاء رُفقة والديَّ و جدتي و إخوتي الصغار، قلتُ :

لتكملة القصة اضغط على الرقم 3 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى