close
غير مصنف

حرب _بدون _ راء

بينما أنا أنظف الباحة الخلفيةَ لمنزلنا أبصرتُ فردةً يسرى لحذاءٍ عسكريٍ قديمٍ مدفونة في التراب إلا قليلاً فقمتُ بإخراجها، كانت خيوطها مُربطةٌ بإحكام ففتحتها لأجد كيسا بلاستيكا بداخله صورة شابةٍ جميلة في مقتبلِ عمرها و رسالتينِ مهترئتينِ كُتبَ في إحديهما :

” خطيبتي العزيزة ”

خلال الفترة التِي قضيتهَا كأسير لدى قواتِ العدو تعرضتُ إلى شتَّى أنواعِ التعذيبِ لأجل قضيةٍ ليست بقضيتِي، كنت أحارب لأجل قضية لا تخصني، حاولتُ أن أخبرهم بأنَّ الوطنَ لم يكن له معنى بدونك..

كنت أنتِ قضيتي و لكهنم جلدوا ظهرِي.. صعقونِي بالكهرباء و أجبروني على الشربِ من قناة الصرف.. قطعوا سبابةَ يدي اليمنى بزعمهِم أنها كانت تضغط على الزناد الذي أزهقَ أرواحَ أصدقاءهم في الحرب، كان بإمكانهم قطعُ ما تبقى من أصابع بما أنهم أخذوا مني خاتمَ خطبتنا المنقوشِ عليهِ أول حرفٍ من إسمِكِ، لم أكن لأبالي.. آملُ أن خاتمَك لازال في خنصركِ..

عزلوني في زنزانة إنفرادية تحت الأرض، زنزانةٍ باردةٍ مظلمةٍ أنستني تعدَادَ الأيامِ و الشهور، لم يكن هنالكَ شيء يؤنسُ وِحدتي و يواسيني في مأساتي إلا صورتكِ الوحيدة التي كنتُ أحملهَا معي في الجيب السري تحتَ فراش حذائي، إبتسامتُك كانت بمثَابةِ نورِ السلام في آخر نفق الحربِ.. حربا سلبت مني كُلَّ شيء.. حريتي.. كرامتِي.. كلّ شيء إلا أملي في لقائك يوما ما حينَ ينتهي كل هذا.. لقد كنتِ السبب في بقائي على قيد الحياة..

مُحبُك : جايكوب.

فتحتُ الرسالةَ الثانية بتُؤدة و حذرٍ خشية أن أتلفها و قرأتُ

:

لتكملة القصة اضغط على الرقم 2 في السطر التالي 👇

1 2 3الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى