close
غير مصنف

بعد ظهور الحصان صار الحمار يعتبر بليدا كسولا

­­ ­
لا يوجد شعب من الشعوب القديمة أهان الحمار. إنه رمز الطاعة والوداعة. وعندما يرفس الحمار رفسا قاسيا في رواية لوقيوس أبوليوس “الحمار الذهبي” فإنما يفعل ذلك بعد أن يضايقه الفتى الحشري الشرير إلى حد تهديد حياته. وهل أمامه سوى هذه الوسيلة؟ ومع ذلك كان رفيقا بالشرير الذي يؤذيه، فلا يورثه علة دائمة.
ظل يتمتع بالرقة حتى العصر الحديث. فعندما يقول روبرت برواننغ “أسد تقتله رفسة حمار” يقصد أن رفسة الحمار نابعة من طبعه الرقيق فلا تكون قوية. فإذا مات الجبار برفسة حمار فلا شك أن قوته واهنة ويدعي الجبروت ادعاء.
وعندما يقول ملتون “إن من يبحث عن الحمير يجد مملكة” يقصد من يبحث عن القناعة يجد حياة سعيدة، ملمحا إلى قصة شاول الذي ذهب ليبحث عن حمير أبيه فعثر عليه صموئيل فرسمه ملكا. وهذا يدل على رمزية الحمار للقناعة.
وعندما يريد الحزب الديمقراطي الأمريكي اتخاذ شعار له لا يجد سوى الحمار ممثلا للديمقراطية، فهو أبعد المخلوقات عن العناد والاستبداد والقمع والتعصب. . . وهو المخلوق المحترم الذي بصمت بنى حضارة عريقة، قامت على الخصال الحميدة.

الصفحة السابقة 1 2 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى