close
غير مصنف

بعد ظهور الحصان صار الحمار يعتبر بليدا كسولا

­­ ­
فهو يفضّل شق الطرقات المريحة وإن كانت طويلة، على شق الطرقات القصيرة المزعجة التي راح يشقها المهندسون، والتي تبين أنها ترهق المحركات الحديثة. كان “جد” المهندسين ينشد من رسم الطريق الراحة وليس الاختصار.
كلما أوغلنا في القدم ظهر لنا الحمار مكرما. ربما لم يصل إلى درجة التقديس. ولكنه بالتأكيد كان مكرما. فحمارة بلعام (العدد 22-24) هي التي ترى ملاك الرب واقفا ليمنع بلعام من متابعة طريقه، وهي التي تحث راكبها بما تراه أمامها فيرعوي ويكف عن ضربها. وعندما يتعلق الأمر بموضوع الشر فإن الحـــمار لا علاقة له به. إنه أبعد ما يكون عن الشرور. وعندما صور البوذيون بالدن بهامو، وهي القوة المدمرة للبشرية جعلوها تركب على حمار وحشي، وليس على حمار آهل، وعلى رأسها إكليل من جماجم البشر، ولجام حمارها من الأفاعي السامة.
ولليوناني إيسوب قصة ذات مغزى أن من راقب الناس مات هما، وهي أن أبا وابنه وحماره يذهبان إلى الحقل. في الطريق يسمعان بعضهم يقولون، يا لهما من حمقاوين! كيف يمشيان ويدعان الحمار فارغ الظهر، فيركب الأب فيسمعان بعضهم يقولون يا للأب القاسي القلب، يركب ويترك ابنه ماشيا. فركب الابن ومشى الأب فيسمعان بعضهم يقولون يا للابن العاق، كيف يركب ويترك أباه يمشي! الحمار وحده لم يحمل هما ولا شعر بغيظ، فظل متابعا طريقه لا فرق بين أب وابنه عنده. إنه لا يعير أذنيه للأقاويل. وبذلك يحافظ على نقاء نفسيته.

لتكملة القصة اضغط على الرقم 3 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى