شيوخ السلاطين وعلماء النفاق ” من أغرب القصص

شيوخ السلاطين وعلماء النفاق " من أغرب القصص" يقال إذا رأيتم العلماء على أبواب الملوك فبئس العلماء وبئس الملوك وإذا رأيتم الملوك على أبواب العلماء فنعم العلماء ونعم الملوك .... ولا يخلو عصر من شيوخ السلطان وبطانة السوء الذين لا هم لهم إلا إرضاء الملوك والأمراء ومدحهم ومنافقتهم ولو كان ذلك على حساب الدين ... ومن رحمة الله بالعباد أنه لا يخلو عصر من العصور من العلماء الربانيين الذين لا يخافون في الله لومة لائم وخير الكلام كلمة حق عند سلطان جائر عندما عاد الأديب والكاتب طه حسين وكان كفيفاً من بعثته في فرنسا احتفى الملك حسين كامل به كثيراً وقام بتكريمه وكان الملك حسين كامل مواظباً على صلاة الجمعة فصلى يوماً في مسجد (المبدولي) وكان قريباً من قصر عابدين واتفق أن ندبت وزارة الأوقاف (محمد المهدي) وكان خطيباً فصيحاً ليخطب الجمعة فقام هذا الخطيب وأخذ يمدح الملك ويتملقه ويبالغ في إطرائه لإكرامه طه حسين حتى قال : "لا عبس ولا تولّى أن جاءه الأعمى" لتكملة القصة اضغط على الرقم 2 في السطر التالي 👇 فمدح الملك حسين من جهة وعرَّض برسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة أخرى مشيراً إلى حادثة رسول الله مع عبدالله ابن أم مكتوم وكان أعمى لما جاء يستفتي رسول الله في أمر وكان رسول الله مشغولاً في حديثه مع بعض زعماء قريش يدعوهم للإسلام فعرض عنه قليلاً وأجَّله رسول الله صلى الله عليه وسلم ريثما يفرغ من حديثه مع زعماء قريش ودعوته له للإسلام .... فنزل القرآن معاتباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من بين الحاضرين الشيخ محمد شاكر رحمه الله فوقف بعد انتهاء الصلاة قائلاً لجموع الناس : أعيدوا جمعتكم ظهراً فإن الخطيب كفر ... فأعادوها ثم بيَّن الشيخ الازهري محمد شاكر رحمه الله للناس أن الخطيب شتم رسول الله صلى الله عليه وسلم تعريضاً لا تصريحاً وبسط قصة عبدالله ابن أم مكتوم لتكملة القصة اضغط على الرقم 3 في السطر التالي 👇 ولكن هذا الخطيب لم يرتدع وأصر على باطله وبتحريض من بعض الوصوليين والمنافقين أمثاله قام برفع قضية ضد الشيخ محمد شاكر باعتبار أنه شهّر به علناً أمام الناس ولما وقف الشيخ رحمه الله أمام القاضي قال : ما ظلمته ولكنه ظلم نفسه ... أنا لا أريد علماء الأزهر ولا علماء اللغة العربية بل أريد مستشرقين يكفرون بالله العظيم ويعرفون اللغة العربية ليقولوا لنا هل ما قاله الخطيب يعتبر تعريضاً بالنبي صلى الله عليه وسلم أم لا ؟؟ لتكملة القصة اضغط على الرقم 4 في السطر التالي 👇 فما كان من تلخطيب إلا أن سحب قضيته لأنه علم ضعف موقفه ولا سبيل لكسب القضية ... ثم جاءت الأوامر بعدها بفصله من عمله يقول الشيخ أحمد شاكر المحدث الكبير نجل الشيخ محمد شاكر رحمه الله : "ولكن الله لم يدع لهذا المجرم جرمه في الدنيا، قبل أن يجزيه جزاءه في الآخرة فأقسم بالله لقد رأيته بعيني رأسي بعد بضع سنين وبعد أن كان متعالياً منتفخاً معتزاً بمن لاذ بهم من العظماء والكبراء رأيته ذليلاً مهيناً خادماً على باب مسجد من مساجد القاهرة يتلقى نعال المصلين يحفظها في ذلة وصغار حتى لقد خجلت أن يراني وأنا أعرفه وهو يعرفني لا شفقة عليه فما كان موضعاً للشفقة ولا شماتة فيه فالرجل النبيل يسمو على الشماتة لكن لما رأيت من عبرة وموعظة" فمن يهن الله فما له من مكرم ومن ابتغى العز بغير الله أذلَّ الله فالمنافق يبيع دنياه بدنيا غيره وقد يكون أشد نفاقا فيبيع أخراه بدنيا غيره وللأسف فما أكثر أمثال هذا الخطيب المنافق اليوم وما أقل أمثال الشيخ محمد شاكر رحمه الله "نسأل الله أن يعافينا في ديننا ويحسن خاتمتنا جميعاً" *****************ا