. ملك له بستان في قصره مليئ بالأشجار المثمرة وكانت هناك شجرة تفاح يحبها الملك لأنها تذكره بزوجته ثمارها من الذهب الخالص وفي أحد الأيام جاءه البستاني وأعلمه أن التفاح بدأ ينقص ولا يعرف سببا لذلك
صاح الملك: هيا إدفعوهما إلى أسفل الرابية ،لكن الجنّ نظروا إلى بعضهم ،ولم يتحرك أحد منهم ،فغضب الملك ،وقال : يا لكم من خونة ،وما كاد يرفع سيفه حتى سمع صراخ القرود ،وجاء رضوان، ومعه الغول ومؤيد الدين وصاح : أنا الملك رضوان ،وكلكم تعرفون أبي ،لقد جئت لأزيل الظلم الذي لحقنا من عميّ ،وأرجعكم إلى بلدكم !!! من إنحاز لصفّي فهو آمن ،ومن بقي سلمته للتّماسيح ،فبدأ الجنّ ينزلون حتى لم يبق مع الملك أحد ،وقالت الأميرة لأبيها : هيا يا أبي نرجع لدارنا ،فقد إنتهى كل شيئ ،فحضنها ،ثم قال لها : إذهبي مع ذلك الفتى علاء الدين ،فهو يحبّك، ولم أر أحدا عشق امرأة مثله ،وسألحق بك .
لمّا نزل الجميع ،قال : لن أعيش حياة الذّل بعد عزّي، ورمى نفسه من أعلى الرابية ،فتحطمت عظامه ،وجثت الأميرة نور الندى على ركبتيها وبكت أباها ،ثم أمر رضوان بحمله ،ودفنه في بلاده …
…
التّفاح_الذّهبي
زواج المحبّين (الحلقة ٩ والاخيرة)
بعد أيام من من رجوع علاء الدين والأميرة نور الهدى ،نصّب الجنّ رضوان ملكا عليهم ،وعمل قوانين جديدة نقشها في عمود من الحجر، وإتفق مع الغول أبي الأسود أن يكون بينهم تجارة ،يعطيهم الذّهب والياقوت، ويأخذ منهم الثّيران والخراف ،أمّا الإنس فلا يقدرون دخول الأرض المسحورة ، وسمع بقيّة أهلها بملك الجنّ الجديد وصلحه مع الأغوال ،وبخبر إنقاذ الأميرة من جزيرة التمساح، فجاءوا للمشاركة في الفرحة بنجاتها من ذلك المكان الذي لم يخرج منه أحد حيّا من قبل .
كانت أوّل من جاء أميمة ملكة النّمل في موكب عظيم ،وسلمت لعلاء الدين أخواه ،بعد ذلك جاءت ملكة الخيل ذوات القرن الذهبي ،وتتابعت المخلوقات العجيبة التي تختلف في أشكالها وألوانها، وقفت أميمة خطيبة ،وقالت : في الوقت الذي كانت فيه أعظم ممالكنا من الجنّ والأغوال تتصارع فيما بينها ،كانت أعدادنا تتناقص، فقد قطعوا الأشجار لصناعة أدوات الحرب ، وأفرغوا الغابة من الثمار ،فلم نعد نجد ما نأكله ،وكانت نسور الساحر تأتي لتخريب أرضنا ،واقتلاع الأعشاب التي نصنع منها دوائنا ، فأوشكنا على الإنقراض ، ودام هذا الحال حتى جاءت الأميرة نور الندي بتفّاحاتها الذّهبية، وزرعتها، فنمت ،وأصبحت بستانا مثل جنّة السّماء ،وصرنا نذهب إلى هناك ،ونأكل من تلك الثمار ،فصحّت أبدانها ،وتكاثرنا .
لتكملة القصة اضغط على الرقم 18 في السطر التالي 👇
وأخفت البنت أمر البستان على الجنّ والأغوال والإنس لجشعهم ،لذلك فنور الندى هي أميرتنا التي نحبّها !!! أمّا أنت يا علاء الدين: فإعلم أنّه بفضلك زالت الحرب بين الجنّ والأغوال ،ولم نعد نخاف من السّاحر الأعظم بعد أن سرقت منه كرته السّحرية ،فتعال لزيارتنا مع الأميرة ،وخذا ما تشاء من هدايا ،فأرضنا مليئة بما لا عين رأت من العجائب !!! نظر علاء الدين إلى نور الندى ،وقال لها : الآن فهمت لماذا تأتين وتأخذين تفّاحات أبي ،ضحكت ،وقالت : لم لم آخذ سوى ما أعطته لكم زوجته الجنّية التي هي عمّتي ،ولقد أخبرتنى عن الشجرة لما كنت صغيرة ،ووعدتها بكتمان السّر ،فقد كانت تعرف أن تلك التّفاحات هي التي ستنقذ يوما الأرض المسحورة من الفناء ،وليس الإنس من سيقضى عليها بل حمق ملك الجنّ الذي أراد حكم كل تلك الأرض ،وهو في الحقيقة يزرع بذرة دمارها .
زاد حبّ علاء الدّين للأميرة لمّا سمع حكمتها وتدبيرها في إنقاذ أرضها ،ولم تفكّر أبدا في نفسها .،قال لها : بقي سؤال أخير ،من هو ذلك الشيخ الذي أوصلني إليك ؟ ردّت عليه: هو شخص عجيب، لا أحد يعرف عمره على وجه التحديد ،وربّما يكون من زمن آدم نفسه !!! تعجّب علاء الدين من أمر الشّيخ ،ثمّ حيّا كل ملكات تلك المخلوقات العجيبة ،وأمر بالرّحيل بعد أن ملأ الفرسان جيوبهم بالياقوت والذهب ،أمّا أخواه فلقد ربطهما على حمارين ،ولم يأخذا شيئا . ولمّا وصل إلى مملكته ،خرج جميع الناس لإستقباله حتى الأطفال والشيوخ ،لم يكن أحد منهم يريد إضاعة هذه الفرصة لرؤية الأمير الذي ذهب بعيد وراء ذلك الطريق المقطوع المؤدّي إلى أرض الأغوال .
من الغد بدأ الجميع بتنظيف الشّوارع إستعدادا للزّواج ،ودامت الأفراح سبعة أيّام وسبعة ليالي ، وتزوّج الأمير من نور النّدى ،وعيّنه أبوه وليا للعهد كما وعده ،وكثر الياقوت والذهب في المملكة حتى أصبحت من أغنى الممالك ،ولم يرق ذلك لأخويه اللذان أحسا بالنقمة ،وحاولا إفساد كلّ شيئ ،ولمّا لم يقدرا على ذلك ،فرّا للمملكة المجاورة ،وبدآ بتحريض الناس عليه ،و والإدعاء أن علاء الدين خادم للجن وسيجلب ذلك اللعنة عليهم ،وبدأ البعض يصدّقونه ،وطالب رجال الدين بإزالته من ولاية العهد ،وصارت الثورة تكبر ،وفي النهاية قال علاء الدين : والله لم أرجع طلبا للملك ،سآخذ إمرأتي، وأذهب من هنا !!! ترجّاه أبوه أن لا يفعل ،لكن لما نهض في الصباح ،لم يجده لا هو، ولا القائد مؤيد الدّين .فإحتار في أمره ،وبعد تفكير طويل عيّن إبنه الأكبر على ولاية العهد ،وإعتقد أنّه حلّ المشكلة …
…