close
غير مصنف

مضى على غيابه عن زوجته التى تركها حاملاً ثلاثون عاماً غابها فى الجهاد مع الجيوش الإسلامية المتوجهة لفتح بخارى وسمرقند وما جاورهما وقد ترك لزوجته مبلغاً كبيرا من المال

­­ ­­­ ­ نعم إن اسمه ربيعة لكن علماء المدينة وشيوخها دعوه ربيعة الرأى لأنهم كانوا إذا لم يجدوا لقضية نصاً فى كتاب الله أو حديث رسول الله ﷺ لجؤوا إليه فيجتهد فى الأمر ويقيس ما لم يرد فيه نص على ما ورد فيه نص ويأتيهم بالحكم فيما أشكل عليهم على وجهٍ ترتاح إليه النفوس وتطمئن له القلوب ، فقال فروخ فى لهفة ولكنك لم تنسبه لى فقال الرجل إنه ربيعة بن فروخ المكنى بأبى عبد الرحمن لقد ولد بعد أن غادر أبوه المدينة مجاهدا فى سبيل الله فتولت أمه تربيته وتنشئته

 

ولقد سمعت الناس قبيل الصلاة يقولون إن أباه عاد، عند ذلك تحدرت من عينى فروخ دمعتان كبيرتان لم يعرف لهما الرجل سبباً، فمضى يسرع الخطى نحو بيته فلما رأته أم ربيعة والدموع تملأ عينيه قالت ما بك يا أبا ربيعة فقال ما بى إلا الخير لقد رأيت ولدنا ربيعة فى مقام من العلم والشرف والمجد ما رأيته لأحد من قبل ، فاغتنمت أم ربيعة الفرصة وقالت أيهما أحب إليك ثلاثون ألف دينار أم هذا الذى بلغه ولدك من العلم والشرف؟ فقال بل والله هذا أحب إلي وآثر عندى من مال الدنيا كله، فقالت لقد أنفقت ما تركته عندى عليه، فهل طابت نفسك بما فعلت فقال نعم وجزيتِ عنى وعنه وعن المسلمين خير الجزاء. 📙 من كتاب [صور من حياة التابعين للدكتور عبد الرحمن رافت
فضلا وليس امرا اترك اثر تؤجر عليه

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى