قصص من دهاء العرب :
وقف الحجاج أمام كلثوم بحضور عبدالملك بن مروان وتجمع القوم في اليوم الموعود والجميع ينتظر رؤية ما سيحدث بين الحجاج وقائد الجيش ومن منهما سينتصر، وبالفعل كما توقعت أم كلثوم فقد قام الحجاج بكتابة كلمة يُعدم في الورقتين.
وفي ساحة القصاص وأمام الملأ طلب الحجاج من كلثوم اختيار ورقة واحده وهو يُظهر على شفتاه ابتسامة خُبث ومكر، فابتسم كلثوم بكل ثقة واختار ورقة وقال للحجاج: هذه الورقة التي اخترتها، ثم قام ببلعها دون أن يفتحها.
اندهش الجميع من فعلته وسأله الملك: ما هذا الذي فعلته يا كلثوم؟ كيف تأكل الورقة قبل ان نقرأ ما بها؟ قال كلثوم: يا مولاي لقد اخترت الورقة التي ستحدد مصيري وبلعتها دون أن اعلم ما يها، وان أردت معرفة ما بها فعليك بفتح الورقة الأخرى فهي بالضرورة عكسها، وافق الوالي وسحب الورقة الثانية ثم فتحها فكان بها كلمة يُعدم، فأعلن الوالي ان كلثوم قد اختار أن لايُعدم وبالتالي فقد تم العفو عنه.
العبرة من القصة:
قدر قليل من التفكير في الأمور قد يكون طوق النجاة لك من الكثير.