“عمر بن الخطاب
وكانت القوات الفارسية بقيادة “الفيرزان” ، وقبيل بدء المعركة قال النعمان: إني مكبر ثلاثاً ، فإذا كبرت الأولى ، فليتهيأ من لم يتهيأ ، ويشد الرجل نعله ، ويصلح من شأنه ، فإذا كبرت الثانية فليشدّ الرجل إزاره وليتهيأ لوجهته ، وليتأهب لوجه حملته ، فإذا كبرت الثالثة ، فإني حامل إن شاء الله ، فاحملوا معي ،
وإن قُتلت فالأمير “حذيفة” ، وعد سبعة آخرهم “المغيرة بن شعبة”.
ثم قال: ” اللهم أعزز دينك ، وأنصر عبادك ، وأجعل النعمان أول شهيد اليوم على إعزاز دينك ونصر عبادك ، اللهم إني أسألك أن تُقر عيني اليوم بفتح يكون فيه عزُّ الإسلام “.
قال المغيرة: والله ما علمت من المسلمين أحداً يومئذ يريد أن يرجع إلى أهله حتى يُقتل أو يظفر.
وأثناء المعركة أُصيب “النعمان” فرآه أخوه “نعيم” ، فسجاه بثوب وأخذ الراية قبل أن تقع ، وناولها “حذيفة بن اليمان” ، وقال المغيرة: اكتموا مصاب أميركم حتى ننتظر ما يصنع الله فينا وفيهم لئلا يَهِن الناس.
ثم هزم الله عز وجل الفرس ، وهرب الفيرزان فتبعه “القعقاع” فأدركه مع “نعيم بن مقرن” في (ثنية همدان) ، وغسل “معقل بن يسار” وجه “النعمان بن مقرن” ، فقال “النعمان” وهو بين الموت والحياة: من أنت؟
قال: أنا معقل بن يسار.
قال ما فعل الناس؟
قال: فتح الله عليهم
قال النعمان: الحمد لله اكتبوا بذلك لعمر ، وفاضت روحه. فقال معقل للجند: هذا أميركم قد أقر الله عينه بالفتح ، وختم له بالشهادة.