قصة خيالية(نورالدين_و_شمس_الدين
▪️فقال الملك : قد أنعمت عليه بأن يكون وزيرا مكانك .. وهكذا تقلد نور الدين الوزارة ، وصار وزيرا للبصرة ، بدلا من والد زوجته ، فأنعم عليه الملك بالهدايا ، وجعل له راتبا كبير وعندما بدأ نور الدين يدير شئون الوزارة ، ويدير أمور الحكم أعجب به الملك ، فقربه إليه ، وزاد عطاءه له .. وبمرور الأيام استطاع نور الدين أن يكون ثروة كبيرة ، وصارت له تجارة كبيرة ، ومراكب كثيرة تسافر بالبضائع بين الأقطار البعيدة والقريبة .. وخلال ذلك كان ابنه حسن بدر الدين یکبر، فأحضر له أبوه المعلمين والمؤدبين في القصر ، فعلموه كل العلوم المعروفة في ذلك الوقت ، حتى برع فيها ، وفاق أهل زمانه ، فأعجب به أبوه ، وبدأ يصطحبه معه إلى ديوان الوزارة ، حتى يعلمه شئون الحكم ، وأمور الوزارة ..
▪️فلما تعلم حسن هذه الأمور وبرع فيها صار أبوه يصطحبه معه إلى الملك .. وراح يثني على ذكاء حسن وعلمه ، برغم صغر سنه ، وينصت إلى مناظراته للعلماء والأدباء والشعراء وتفوقه .. وعندما بلغ حسن الخامسة عشرة من عمره قال الملك لأبيه : هذا الولد سيكون له شأن عظيم ، وأخشى أن ينافسك في أمور الوزارة ، وهو مازال صغيراً .. وعندما بلغ حسن بدر الدين ، الثامنة عشرة من عمره ، أصيب والده نور الدين بمرض مفاجئ ، وشعر بدنو أجله ، فأحضر ولده ، ووصّاه وصيته ، ثم قال له : اعلم يا ولدي أن لك عما بمصر هو الوزير شمس الدين .. وهو أخي الأكبر ، وقد فارقته منذ سنوات طويلة ، وهو لا يعلم أين أكون ، ولا ماذا حدث لي من فارقته .. وأنا الآن أشعر بدنو أجلي .. فإذا فارقت هذه الحياة ، وحدث لك مكروه ، فاذهب لعمك شمس الدين بمصر وعرفه بنفسك ، وهو لن يتخلى عنك أبدا ..
▪️ولما انتهى نور الدين من وصيته لابنه أحضر ورقة وقلما ، وكتب فيها كل شيء عن حياته وابنه وزواجه من ابنة وزير البصرة .. وكتب كل شيء بتاريخ حدوثه .. ثم وقع على الورقة ، وختمها بخاتمه .. وأعطاها لابنه حسن .. فأخذ حسن الخطاب ، وأخفاه بين البطانة والظهارة داخل عمامته ، ثم خاط عليه بإحكام .. ولم يمض على ذلك عدة أيام ، حتى مات الوزير نور الدين ، فحزن عليه ابنه وزوجته والملك ، وكل من عرفوه .. وبعد وفاة نور الدين انتقل ابنه حسن بدر الدين ليحل مكانه في الوزارة .. ولكن يبدو أن حسن لم يكن منتبها لعمله ، بسبب صدمته وحزنه على وفاة والده ..
لتكملة القصة اضغط على الرقم 7 في السطر التالي 👇